صحيفة المثقف

ارض الحضارات ..

اكثر مايؤلمني حد البكاء احيانا كثيرة انني لا استطيع كره ارضي ولا التنكر لها ... اشعر انني تكونت من ترابها ذرة ذرة.. وعجنت روحي بعطر مائها... لكن ارى اننا  مع عمق هذه الحضارة وعظيم تاريخها وكل العلوم التي ولدت على هذه الارض وانتشرت في عموم الحضارات الاخرى.. قد فقدنا قدرتنا على حل ابسط مشاكلنا... فقدنا قدرتنا على ان نزن الامور بشكل صحيح وفقدنا معرفتنا للحساب حتى.. لقد ظللنا الطريق حقا... دولة بهذا الحجم تمتلك 326 نائب العدد الفعال منهم لا يتجاوز ال26 فقط. مع مبالغتي في العدد كي لايفهم اني اتقصد الاساءة. الواحد منهم يستلم حقوق 50 عامل نظافة هنا لم اتعمد لا المبالغة ولا التقصير لانني قمت بعملية الحساب بالحاسبة الاكترونية.. يستلم حقوقه كاملة قبل نهاية الشهر ومعها شكر وتقدير على سرقاته واهماله واسرافه... ويبقى عامل النظافة ينتظر شهرين ليستلم فتات لايرميه النائب لخادمه...هنا يجب التركيز على امر غاية في الاهمية... لانريد الاعتراف ولا اليقين بأن عامل النظافة اهم لبلدي اليوم من النائب البرلماني الف مرة... لو تخلينا عن عشر نواب من النائمين في الكراسي الخلفية الذين لايمثلون الا اصنامهم وانفسهم ولا يعرفون معنى الوطن وطعم الانتماء لأرضه، لكسبنا 500 عامل نظافة شريف يخرج الصبح لينظف شارع تمر به مصفحات النائب المذكور سابقا، تمر مسرعة خوف من العامة ان يقطعوا طريقها بنظرة حسد.. ينظف الطرقات سواء كان حر او برد مطر او شمس حارقة.. ليتأخر راتبه شهرين وثلاثة... ويأتي طيب ليستفهم لماذا الشوارع ممتلئة بالازبال... يجب ان تعرف ان السبب هو كثرة النواب بلا فائدة وقلة عمال النظافة واهمال حقوقهم.. السبب تكريم السراق واهمال اصحاب الحق.. والسبب ايضا  ان في بلدي لايكرم الانسان لأنسانيته كما في باقي العالم سواء كان عامل نظافة او نائب.. التكريم والقياس في حكومة بلدي هو منصبه.. مكانته في المجتمع .. نسبه... جيبه... الانسانية ابعد مايكون عن تفكيرهم كسبب للاحترام  والتقدير.

 

هناء عبد الكريم

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم