صحيفة المثقف

تخييل الهجرة السرية في المغرب وإسبانيا.. نظرات متقاطعة

418 الهجرة السريةضمن منشورات المركز المغربي للتوثيق والبحث في أدب الرحلة صدرت للناقد والمقارن المغربي د.عبد النبي ذاكر الطبعة الثانية (وهي مزيدة ومنقحة) من مؤلَّف: تخييل الهجرة السرية في المغرب وإسبانيا: نظرات متقاطعة.

وهذا الكتاب رصدٌ لمفاصل خطاب الهجرة السرية المغربية والإفريقية من خلال المتخيل السَّرْدي المغربي والإسباني معًا، على خلْفيةِ تَجارب جيراننا الإسبان في الضفة الأخرى لمضيق المتوسط، حيث كانت تقِلُّهم قوارب الموت إلى شتى أصقاع المعمور، حتى أصبحوا شعبا لا تغرب عنه الشمس. فأين تلتقي التجربتان باعتبار أن الهجرة السرية أو "الحريڭ" من الناحية الفينومينولوجية تجربةٌ كونية، ومأساة إنسانية تكاد تكوِّن أبرز ملاحم العصر؟ وكيف تمَّ إبداعيا وجماليًّا تخييل هذه المأساة الإنسانية؟ وبأية رؤية فنية وإيديولوجية انْكَتبتْ جراحات الألم والموت واستيهامات حياة فردوسية؟ وكيف نستخلص العبرةَ اليومَ من أعمال تخييلية تقارِب عُنف الرحيل لتقترب من تفاصيله الصغرى والكبرى، الغاصّة ببدائل أَنسية للخروج من  عنق الزجاجة؟ وأية رؤية هذه التي تجعل جِراح الموت بلْسما للحياة؟ ولماذا لا يقوى سِحر الآخر على مغالبة حنين الذات، فتبقى غواية المغايرة رحِما لانبثاق حُلم مُعَلَّقٍ بين السماء والأرض؟

تنوَّعت المقاربات في هذه الدراسة بتنوع الظاهرة وتعقُّدها، لكنها توخت الكشف عن مظاهر إغناء هذه النصوص السردية المغربية والإسبانية على حدٍّ سواء للمخيال الإنساني عبر استعارة البّاطيرا، واستعارة التخوم، واستعارة المضيق المقبرة، واستعارة سمك التون، واستعارة الحرق، واستعارة العبودية، واستعارة السجن، وميث الإلدورادو والأرض الموعوة، وميث الفردوس المفقود، وميث عوليس والشتات اليهودي. كما حاولت الدراسة جاهدة التوقف عند الخصوصية الأدبية لسرود ميسمها الأساس هو الهجرة والتهجين والتعدد النصي والشخوص التخومية وازدواجية اللغة أو اللغة الهجينة والبوليفونية وحوار الأجناس، وشعرية التكافل، وشعرية التعدد في السرد، وبلاغة الألم في الكتابة الغيرية.

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم