صحيفة المثقف

فلاش باك: آفة المسرح

نجيب طلالفلاش باك: مهما حاولنا أن نعقلن الزمان الذي نحن فيه (الآن) وهنا لا نقصد حركيته؛ بل من يتحركون في حركيته؛ ككائنات تسعى فرض كينونتها في زمنية الممارسة المسرحية: بحثا أونقدا أو ممارسة .... إلا وتختلط الأمور؛ بين الفهم واللافهم الممزوج بسوريالية اللحظة وديمومة العبت؛ ونلاحظ جميعنا بأن المفاهيم تختلط وتتوغل في غياهب التجهيل والتسطيح؛ نتيجة أنه: كلنا ندعي الفهم والمعرفة في المجال المسرحي وخلافه؛ ونتمعلم ونتفلسف وفي عمق الحقيقة نتسفسط على بعضنا البعض؛ ونمارس المزايدات التافهة فيما بيننا؛ ونترك عمق الفعل الحقيقي للممارسة الإبداعية والثقافية الحقة؛ من أجل بناء حضارة قوامها إنسانية الإنسان: الفاعلة والفعالة؛ وليست تلك التي تقذف ديماغوجيا. ومنا من يشنف سامعك  الكريمة؛ بالانجازات والتكريمات والشواهد؛ ناهينا عن الإطناب التعريفي لذاته المتضخمة؛ في زمنية الانفتاح وتقارب القارات وتداخل المدن. ومدعاة هذا القول؛ ولكي تتضح الرؤية ؛ له علاقة وطيدة لمن اطلع على موضوع (هل المسرحيون لا يقرأون) والذي الذي نشرناه في (1) وذلك بناء على مقالة للصديق والمسرحي: ياسين سليماني (2) إذ كنت أتمنى من الاعماق أن تتشابك الردود؛ لتحقيق الوجه الحقيقي للفعل المسرحي؟ فعل يتفاعل مع الجدل وبالجدل؛ ولاسيما أن المسرحي مهما كانت درجته دوما في طليعة النخبة المثقفة / المبدعة؛ والتي تساهم في توظيف وترسيخ القيم وترويج مبادئ التربية الذوقية والجمالية ركحيا وسلوكيا؛ والوقوف مبدعا ومدافعا مستميتا في تفعيل قيم الحرية والديمقراطية والحداثة والتقدم، ولتفنيد كل الادعاءات التي تهدد كينونة الإنسان في إنسانيته‘ وفي تدجينه وتسطيح أفكاره . لكن يبدو لي أنني أحلم أمام زخم من الانهيارات؛ ومن تمظهر قيم ثقافية/ مسرحية، بديلة . أسُّها الانتهازية والاستغلال الفاحِش؛ باسم الفكر والإبداع؛ فمن هنا تبدأ آفة المسرح؛ فلولم تكن هاته هي الحقيقة المرة؛ لوجدنا إما ردا أو تفنيدا أو توضيحا من لدن  أحد المعنيين بالموضوع:

1 / عمر بلخير: (الجزائر) دفاعا عن كتابه: {تحليل الخطاب المسرحي من منظور النظرية التداولية}

2 / حسن يوسفي: (المغرب) دفاعا عن مؤلفه: '' {المسرح في المرايا} ''

هل لأنهما لم يقرآ الموضوع؛ تلك من سبع المستحيلات؛ لأسباب تندرج في الانتشار السريع للمعلومة بين المبدعين والمثقفين؛ وكذا الطلبة؛ ولاسيما أن الموضوع الذي أثرته؛ تم نشره في عدة مواقع ثقافية؛ بُعَيْد نشره في جريدة – الجمهورية/ فضاء المسرح -

فالإشكالية هنا تتضاعف؛ وتزداد آفة المسرح وتتضخم؛ بناء على نهج سبل النفاق والتملق لسلطة الجاه والمال. من لدن العديد من المسرحيين والمثقفين (الآن) في العالم العربي؛ وبالتالي من عتبة اليقينيات يتأكد بأن العملين (أو) الكتابين؛ بيعا (لدار النشر «أمجد للنشر والتوزيع» بعمّان الأردنية) ولم يتم اختلاس أو سرقتهما من لدن [عمر سعادة ] حسب ما تم التخمين له من لدن المسرحي – ياسين سليماني - بناء على مدونة – فهد الكغاط/ المغرب –

هما نشير؛ إذا كانت آفة الرأي الهوى/ العاطفة؛ ففي هاته الحالة؛ التي التزم طرفين لهما موقعهما في الساحة المسرحية كتابة وبحثا ودراسة (عمر بلخير/ حسن اليوسفي) الصمت أو اللامبالاة؛ فإن أفة المسرح الانتهازية التي هي اساسا نوع من أنواع النفاق. ولا نغالي إن اشرنا بأن: آفة المسرح: استفحلت كالسرطان؛ من خلال الانتهازية؛ التي تكاد أن تصبح لوناً من ألوان ثقافة المجتمعات العربية؛ بدون استثناء؛ وبالتالي نلاحظ أن أغلبية المسرحيين / المثقفين/ الفنانين/ في أكثر من باب أو لقاء؛ لا يستهجنون من سلوكيات الانتهازية / النفاق المسرحي؛ مما تحول المشهد المسرحي من نسبية نبله وصفائه وعطائه  الإبداعي والفكري والجمالي الصادق؛ إلى آفة مسرحية؛ مما أضحت ملامح عدم  التمييز بين الحقيقة والزيف؛ بين الصدق والكذب ، بين نكران الذات وتضخيمها: سارية المفعول في أغلب الفضاءات والمحطات الإبداعية والثقافية . وهذا ينعكس عمليا على موضوعنا؛ بأن أهل المصالح والمنافع الآنية هم المنافقون والانتهازيون الذين يبيعون كل شيء.

فهل حقيقة المؤلفين/ الباحثين: باعا كتابيهما للناشر [الأردني] أم هناك زيف في العملية كلها؛ ونعيش وهما لا يطاق بكل المقاييس والمعايير؟

باك فلاش:

والذي يجعلنا أننا لسنا حالمين أو واهمين؛ ولا نتوهم أو نعيشه؛  تمظهرعنصرين أساسيين؛

أ) العنصر الأول: صمت المعنيين بالأمر؛ وعدم خروجهما للعلن لدحض ما جاء به زميلي – ياسين سليماني- وما وضحته وتساءلت  بناء على مقالة زميلنا:إذن في نطاق هاته الإشكالية؛ التي تفرض أن يدلي كل الأطراف المعْنية بما لديه من حُجَج؛ بأنه ليس مستبعدا أن - عمر بلخير- (الجزائر) / حسن يوسفي (المغرب) باعا حقوقهما لدار النشر بمبالغ مالية متفق عليها سلفا؛ لأننا الآن نعيش في مجتمع تهافتي وهرولي نحو الأموال والأرصدة البنكية؛ بأية وسيلة ولا يهم مصدرها؛ بل يهم كيف يتم استجْلابها (3)

ب) العنصر الثاني: عدم خروج الصديق – سليماني –  من صمته؛ وإن كان لا يعنيه الأمر؛ لأنه ليس صاحب الكتابين أو صاحب دار النشر؛ بل غيرته ونعرته المسرحية؛ هي الدافع لإثارة الموضوع  المستفز من عنوانه [مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهانا.. !!] لكن لا ردود أفعال سواء ايجابية أو سلبية في حق عنوان الموضوع بالدرجة الأولى .

إذ أجابنا – مشكورا- برسائل قصيرة عبر(المسنجر) وهذا نبل وتأكيد لسلوكه المنضبط بما هو معْرفي؛ وتشبعه بقناعات معينة؛ أنه ينوي الرد علينا حسب ما دوَّنَه بالحرف [ لديّ العديد من التعليقات على المقال، ربما أفصل فيها لاحقا؛ لكن سأشير إلى نقطتين سريعتين: العنوان نفسه يطرح مشكلة. هو الحَديث عن أن المسرحيين لا يقرأون. والصديق نجيب Najib Tallal يعرف جيدا أنّه مش كل الكتب يمكن الاطلاع عليها، ومهما كنت باحثا رصينا ومطلعا جيدا فلن تقدر على ملاحقة "كل ما يتم تقديمه في الساحة الثقافية. يعني إذا لم ننتبه إلى السرقة التي حدثت من أربع سنوات مثلا، فلا يعني أننا "لا نقرأ" كما لا يعني أننا لا ننبه للسرقة بعد هذا الوقت. إذ أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم على الأقل أدبيا.... العزيز نجيب، سرّني أنك كتبت المقال، وأنك بينتَ مجموعة من أوجه التباين في الرؤية بيننا، فقط هناك بعض المغالطات أعتقد بوجودها في مقالك، أحاول أن أسجلها في أقرب وقت، وربما أنشرها في الصحيفة ذاتها (4) حقيقة فما أشرت إليه؛ لا يعد فضحا بيننا بل تعريفا  وتوضيحا للقارئ(المفترض) بأن المسرحي- ياسين سليماني- حاول تبرير موقفه؛ وله نية مسبقة للتوضيح وإدلاء برأيه وبما آمن به؛ بعيدا عن التشنجات والعصبية؛ لكن ما المانع الذي أوقفه للرد لحد الآن؛ ربما نتيجة ظروف خاصة أو ربما لعاملين:

1/ ربما استدرك أنه دافع وسيدافع عن قضية؛ أصحابها التزموا الصمت؛ وهاته بدورها تعد من:آفة المسرح ! لأن أبعاد المقالة التي كتبها؛ بغض النظر عما قلته بأن النعرة المسرحية هي الدافع؛للكتابة تخفي محاولة تجديد ميثاق صدق في البحث الأكاديمي والجامعي .

2 / ربما الرد الذي فرضته أدبية الحوار؛ والمرسل له عبر (المسنجر)؛ جعله يراجع منطلقاته؛ التي لها علاقة ضمنية بالعمل الأول؛ ولنتأمل مليا ما أشرت إليه:

بداية تحية طيبة العزيز: ياسين سليماني؛ فالتعليقات او الرد على المقال المنشور؛يبدو لي حق مشروع واتمنى ان يشاركك فيه المعنيون في متن المقالة؛وهم المقصودون في عدم القراءة؛أما انت فلا علاقة لك بالكتاب الأصلي والمنحول؛بقدر ما أثرت إشكالية:إما خطها سرقة؟ وإما خطها بيع وشراء ؟ وإما خطها الثراء الفاحش على حساب الثقافة والفكر؟

وأتمنى من الاعماق ان تتشابك الردود؛ لتحقيق الوجه الحقيقي للفعل المسرحي؟(5) إذن؛ لم يتحقق ذلك؛ وأكيد لن يتحقق!! وسيبقى البحث المسرحي؛ في مهب السوق التجارية؛  مستباحا؛ وهنا تكْفي الإشارة في مثل هذه الحالات للفكرة ويبقى على القارئ الاهتمام بالتفاصيل في مضامينها مادام المقال ينبه لها ولآفة المسرح التي أصابت النسيج والمشهد .

نجيب طلال

.......................

 الإحالات:

1) هل المسرحيون لايقرأون ؟ لنجيب طلال / المغرب. صحيفة الجمهورية الصادرة بوهران – فضاء المسرح بتاريخ - 26 /  06 /2018

2) [ مسرحنا الجزائري إما مسروقا أو مهانا.. !! ] موضوع أثاره الصديق والكاتب  الجزائري – لياسين سليماني – منشور في فضاء المسرح  ل(صحيفة الجمهورية الصادرة بوهران بتاريخ 12/ يونيو/2018)

3)هل المسرحيون لايقرأون ؟ نفس الإحالة

4) مراسلة في المسنجر بتاريخ الجمعة 28 يونيو2018

5) نفس الإحالة والتاريخ

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم