صحيفة المثقف

التعليق فن وخطاب سلوكي وأخلاقي

عقيل العبودليس معنى التعليق، ان يكتب القارئ كلمات، اوجمل تنطوي على الإعجاب، اوالمجاملة لصاحب النص، اوصاحبته.

 انما هو تحقيق في مضمون الموضوع، فغاية كتابة النص لها ابعاد حسية، واخلاقية، ومعرفية، وهذه الأبعاد، لها خطوط بيانية ترتبط في مكوناتها وخصوصياتها مع حاضر الخطاب، وماضيه، وما يراد التنويه عنه.

وهذا طبعا يدخل في باب شخصية صاحب النص، علاقته بالواقع، وطريقة تعامله مع مكونات ومفردات هذا الواقع في المجال الاجتماعي، والسياسي والاخلاقي؛ فما يترجم بضم الياء وفتح التاء، يتم ترجمته بطريقة ثانية وثالثة عن طريق هذا القارئ، وذاك، وهكذا الى ما لا نهاية.

فالشاعر مثلا، عندما يكتب خطابه الأدبي،  هذا الخطاب ليس ترفا ثقافيا، أو عبثا كلاميا، انما هو عبارة عن تداخل صوري، وتعبير عن انعكاس حركة الواقع في الحس-علاقة الخارج بالوجدان، ورسم مغزى ومؤثرية هذه العلاقة في نفس ما احُب تسميته بفنان اونحات الصورة الشعرية.

وهذا مهم في علم النفس، باعتباره استجابة وترقبا  لجملة انفعالات سايكولوجية، برتبط البعض منها في مفرداته الدقيقة بنمط التفكير الخاص بالأديب، اوالكاتب وشخصيته ليعكس درجة مؤثريته لدى الاخرين.

 فالتعليق علاقة تراكبية تضامنية، اي انها ربط بين مفهوم الكاتب ومفهوم القارئ تجاه حدث، أوصورة معيّنة لها مكان وزمان، وروح وهذا يدخل في معنى الجدل وفلسفته الدقيقة.

وطريقة تعبير الكاتب الفنية عندما تجد طريقها الى المتلقي، سترتبط بالضرورة مع لغة الفهم الخاصة لذلك المتلقي، بمعنى الانتقال من دائرة النص، الى دائرة انعكاس النص، بمعنى ان هنالك انتقالا من وسط الى وسط.

والنتيجة ان التركيبة التفاعلية بين فهم القارئ، ولغة الكاتب، تمنح قارئ التعليق؛ الناقد، مجالا للدخول  الى قلوب القرّاء والمتابعين من العامة، لأنها ستلد حتما نتاجات وسياقات ادبية جديدة.

لذلك يعد التعليق في معناه ومضمونه الحسي من الفنون التي لا تخلو من عمليتي خلق وابداع جديدتين.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم