صحيفة المثقف

السرقة

عقيل العبودالسرقة معناها ان تأخذ حق غيرك، لتكون انت في مكان صاحب ذلك الحق، والسارق هو ألجاني الذي يجب معاقبته قانونيا واخلاقيا.

 اوربما ايضا ان تنتزع وظيفته التي هي مفردة من مفردات استحقاقاته المتنوعة في باب وجوده الإنساني، الذي يمثله المكان، والزمان، والقدرة على التميز والاداء.

علما ان الزمن هنا معناه ما بذله الشخص الذي تم الاعتداء عليه، لإنجاز ما تم أحاطته ومصادرته لصالح السارق.

ومن الضروري الإشارة الى ان الزمن يرتبط بالجهد، اي النشاط الفيزيائي والنفسي، فروح الانسان تتفاعل مع مشاعره، والجسد يقوم بتطبيق الإيحاءات الروحية المرتبطة ايضا مع واقع الانسان الاجتماعي والتاريخي.

فالسرقة ليس معناها مصادرة حق انسان ما، بل مصادرة حقوق الاخرين الذين يرتبط معهم ذلك الانسان بوقته، وانتمائه المكاني والروحي.

فسرقة مال شخص معيّن، معناها سرقة جهده الفيزيائي، والنفسي، والاعتداء على مشاعره التي تصف أوتصور علاقته بذلك المال.

 فقد ينوي صاحب المال المسروق مثلا على السفر، اوالزواح، اوشراء بيت مثلا، وقد يكون صاحب المال المسروق قد بذل جهدا كبيرا بكل ما تعنيه كلمة الجهد، اقصد حتى في باب الوضع الصحي؛ المؤهلية، اي القدرة على الأداء، باعتبار ان المجني عليه اي الشخص الذي سرق ماله، كان في وضع صحي ونفسي ومكاني ما يؤهله ويساعده للحصول على ذلك المال.

فالضرر الذي يترتب على سرقة المال بعد اربع سنوات من جمعه مثلاً، غير الضرر الذي يترتب على سرقة ذلك المال بعد سنة.

بإعتبار ان طاقة الشخص المسروق بعد هذه السنة ووضعه الصحي والنفسي والجسدي،  غير طاقته ووضعه بعد اربع سنوات.

علما ان السرقة لها مساحات وفرص متعددة ومن هذه السرقات سرقة المنجزات الأدبية، وسرقة المناصب الوظيفية، بل حتى سرقة الشهادات اوأسئلة الامتحانات، بغية الوصول الى الهدف على حساب القيم والمبادئ التي تعد اهمية مراعاتها أقوى واهم من قوانين الدساتير التي تضعها الحكومات.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم