صحيفة المثقف

الإغتصاب

عقيل العبودالوردة البرية قررت ان تنبت عند حافة قبر مات صاحبه منذ زمان بالجلطة المفاجئة.

الدموع التي ما زال ذلك الشاب يذرفها، كأنها تحكي قصة أخرى، تكاد ان تفوق بأحزانها خبر الرحيل هذا الذي بسببه ترك الرجل بيته وجميع ممتلكاته، ليرقد مع أوجاعه تحت سقف جدرانه يغلفها التراب.

ذلك الذي كأنه بات يستقبل اهات إبريق أتعب انفاسه النهار، لعلها الأرض تستفيق من نومتها المبكرة.

مع تلك الشموع، الذكريات نافذة تفتحت ابوابها، لتطل مرة اخرى على اثار ماضٍ ، لم تزل احداثه تتلى تباعا، منذ ان انفصلت تلك البقعة من المكان بهموم اثقالها المركبة عن بقايا روح، تهشمت أوصالها وفقا لتداعيات كابوس فرض مخالبه بعبقريةٍ فذة.

الحياء بعد ان تم اختطافه على شاكلة صبية تعرضت الى طعنات متكررة، كان كأنه يبحث عن مخبأ يلوذ به وفقا لقاموس طقوسه التي تم إخضاعها الى الخذلان.

هنالك الزمن القديم إرتدى جميع أكفان موتاه، بعد ان أمسك قويا بصولجان اهاته المتعثرة، وبجانبه اصطَّفت تباعا عربات المحطات القديمة، بينما صفير ذلك القطار انطلق مدويا بأعلى صوته كأنه يستغيث لحادثة تلك التي بسبب اغتصابها سقطت أسوار الشمس عند أقصى بقعة من الأرض، حتى تداعت اجنحة الليل عند اروقة النهار.

اما القمر فقد ارتدى حلة جديدة تضامنا مع العصافير، التي انتاب زقزقاتها الصمت، أملاً ببداية فجر جديد.

 

عقيل العبود   

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم