صحيفة المثقف

في معنى الوقت

عقيل العبودعلى ضوء محاضرات د. محمد راتب النابلسي

هي محاضرة بين سلسلة محاضرات سمعتها للداعية الاسلامي الدكتور الشيخ محمد راتب النابلسي على ال YouTube عن اهمية الوقت.

وفحوى الموضوع هو ان عمر الانسان وقت، وهذا الوقت يجب ان يتم استثماره للتقوى، والعلم والإيمان، وان يحسب لكل دقيقة حساب.

هنا رغم دراساتي المتعددة عن مقولة الزمن كمفهوم فلسفي finite and infinite، أي المتناه واللامتناه، والحقيقة الوجودية لهذا المفهوم، لكنني وجدت نفسي مفتونا لإكمال هذا النوع من الخطابات.

فهو فعلا وبحسب تاثيره في نفسي ووجداني، يعد من الموضوعات الجديرة بالاهتمام، كوننا جميعا أمام مسؤولية تثقيف الجمهور بهكذا نمط من الخطابات لحماية المجتمع من الانهيار والتفسخ.

وما أود الإشارة إليه، هو اننا ندرك ذلك، لكننا تفوتنا، اونتجاوز احيانا ما نؤمن به، وذلك بسبب عدم الانضباط، أونتيجة لتعرضنا الى ما يقطع افكارنا، ويؤثر في التزاماتنا التي يجب ان نحرص على تطبيقها دوما مع كل زمان ومكان، كمبادئ عامة وثابتة.

هنا يصبح من الضروري لأن نستمع باستمرار، اونتعايش مع هكذا نمط من الثقافات، كعلاج روحي، كونه يقودنا الى التحكم بأمواج هذا البحر المتصارع من الضجيج الفكري، ليمضي بخطواتنا الى الصفاء، والهدوء، خاصة في حالات الضيق، وعدم الشعور بالرضا، والارتياح، ما يسمى بحسب علم النفس  coping skills.

سيما ونحن في عصر، ازماته، ومؤثراته، تستفزنا، تشدنا الى الفوضى، تسلب منا استقرارنا، ما يجعلنا امام مشكلة فقدان حالة الاطمئنان، فالناس اغلبهم تستحوذ على افكارهم غريزة حب المال، والسلطة والجاه، والتعبير عن الانا، ما يؤدي الى الكراهية والجهل.

هي سلطة الطاغوت نفسها تفرض على هذا الكائن لأن يكون أسيرا مشتتا مضطربا، مجردا عن مراعاة مبادئ الفكر السليم، والتفكير بنكران الذات، ومراعاة منطق الحكمة والعقل.

لذلك نحن جميعا وبدون استثناء، نحتاج الى تدريب العقل بعد التحكم فيه وضبطه، وتهذيب الروح من خلال احترام الانسان لعمره  الذي يبتدئ مع اصغر وحدة زمنية، وطاقته التي ترتبط مع فيزياء هذه الحركة المحسوسة من التاريخ. 

علما ان عملية الوصول الى هذه المبادئ يتطلب مراقبة النفس والإنصات، والتعلم، والتذكر، ما يدعونا لأن نتجنب المجالس العاطلة، والكلام الفارغ، والبرامج الركيكة، والعلاقات السطحية، ذلك احتراما لهذه القيمة التي لا يجوز التفريط بها باي شكل من الأشكال. 

فالإنسان لا يحيا بالمال، والسلطة والجاه، انما بما يقدمه من إنجازات وخدمات، على نمط ما فعله المشاهير، والعظماء، والأخيار، وتلك مهمة لا يفهمها الا الحكماء، واصحاب المنابر.

 

عقيل العبود

.................

* المصدر: الدكتور محمد راتب النابلسي

عنوان المحاضرة: العمر لا ينتظر والوقت يمضي

      

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم