صحيفة المثقف

جماعة كركوك الأدبية: ذكريات مع عميد القصيدة الضوئية الشاعر صلاح فائق

461 صلاح فائقبم يمكن لمدينتي ان تتباهى؟

هدموا قلعتها، قتلوا اشجارها الباسقات

ونهبوا ما عليها وما تحتها

لكنها تبقى مدينتي في راسي، كما كانت

هذا ما لا يرون، وهناك سردابها السري

ولا احد يعرفه غيري

التاريخ قارئي الكريم صفحات كتبت و تكتب كل يوم مخلدا جزء من الزمن ومن حياة الإنسان الحديث. قبل اكثر من خمسين عاما كنت انا الدكتور توفيق آلتونجي طالبا مع محدثي في نفس المدرسة وتعلمنا على يد نفس الأساتذة ولعبنا ولهونا في ساحاتها واليوم نتذكر معا تلك الأيام وبعض من اصدقائنا ومدرسينا لان النسيان أتى على الكثير ونتذكر مدرسا من نوع خاص شاعر العراق المعروف عبد الرزاق عبد الواحد رغم اختلافنا معه لاحقا ولنتذكر ونتذكر لنصل الى مجموعة من الشباب، جماعة كركوك الأدبية، التقوا حول الكلمة الطيبة في فترة تاريخية مرت بها دولة العراق مع نهايات الحرب العالمية الاولى وانهيار الدولة العثمانية وتجزئتها واحتلال الإنكليز للعراق ومن ثم انتداب عليها ومن ثم اعلان الدولة العراقية الملكية وصولا الى يوم الرابع عشر من تموز من عام ١٩٥٨ وإعلان الجمهورية. تلك الفترة التاريخية كانت حبلى بالأفكار وصراعاتها من أقصى اليمين الى أقصى اليسار التقي اليوم بصديق عزيز شاعر نشر الكلمة الطيبة في ربوع الدنيا قصدته في منفاه في الجهة الأخرى من المعمورة في جزر الفليپين لنتحدث عن تلك الأيام الخوالي وعن تلك المجموعة الطيبة من الأصدقاء الذي اطلق عليهم (جماعة كركوك الأدبية).

ولكي اقرب للقاري الكريم صورة هذه المدينة و بيئتها والتي كانت في البدء قلعة على تلة كما هي قلاع ذلك الزمان تتوسط الطريق بين العاصمة بغداد و عاصمة اقليم كردستان مدينة أربيل . هذه القلعة حافظت على ارواح البشر في جميع العصور. المدينة التاريخية تعود إنشائها الى أيام حضارات العراق القديم واشتهرت بنيرانها الأزلية وحقول آلنفط في أطراف المدينة في بابا گرگر. سكنتها شعوب وأقوام عدده منذ فجر التاريخ وكتب عنها وعن نيرانها المقدسة احد قواد جيش إسكندر المقدوني عند مرورهم منها وسميت باسماء مختلفة منها كرخيني وهي طبعا تسمى في التاريخ القديم ب عرفة القديمة: (Arapha) سكنها الكرد والتركمان والعرب والسريان والأرمن في امن ووئام جنبا الى جنب في حوار حضاري كانت من نتائجها مجتمع تعددي مفتوح و مسالم. 

 أبداً حديثي مع شاعر المدينة الصديق صلاح فائق متسائلا عن لقاء تلك العصبة من ألاصدقاء في بيت احدهم ليحدثنا عن البدايات الاولى وأحاديثهم الاولى، عن الأدب والفن والحياة الاجتماعية والسياسية وربما عن شقاوة الشباب.

يقول شاعرنا: لم اكن احد الاصدقاء الذين التقوا في بيت احدهم ولم اكن من الاوائل، اذ كانوا قد التقوا قبلنا، انا وسركون وجان ويوسف الحيدري ومحي الدين زنكنة وفاروق مصطفى وغيرهم، في اواسط الخمسينات من قبل فاضل ومؤيد وانور الغساني وقحطان الهرمزي وغيرهم وقد ذكر انور الغساني اسماء كثيرة في مقالته التوثيقية:  Kirkuk Group ذاكرا حوالى ثلاثين اسما، منهم رسامون واساتذة ومن مختلف الاهتمامات الادبية والفنية . نحن كنا الحلقة الاخيرة من جماعة كركوك بدءً من العام 1960 لكننا كنا نعرف بعضنا للبعض الاخر بسبب كوننا شيوعيين او مؤيدين لهذا الحزب . كنا في تلك السنة في المرحلة المتوسطة من المدرسة، اقصد انا وسركون وجان، خصوصاً، ولم نتعرف على ميولنا الادبية والشعرية الا في لقاءاتنا الاولى في بيت مؤيد ثم بيت جليل القيسي الذي كان قريبا لبيتي . تلك السنة كانت رهيبة بالنسبة لنا جميعا، اذ كانت المدينة اي مدينة كدكوك تشهد اغتيالات في هذه المنطقة منها او تلك، ضد الشيوعيين واليساريين بشكل عام . تجد افضل تعبير عن تلك السنوات الكئيبة في قصص جليل القيسي ومسرحياته الكافكوية . كنت انا انذاك اقرا وحدي واكتب في البداية دون اعرف البقية ادبياً وشعرياً حتى بدات اتعرف عليهم وكانوا قد سبقوني في الكتابة الادبية والشعرية . قدمني الى الجماعة سركون وجان، ثم اخذوني الى الاب يوسف سعيد ايضا.

هكذا بدات لقاءتنا بشكل اسبوعي ومنظم وكان يديرها جليل القيسي . دامت هذه اللقاءات، بشكل منفرد او جماعي حتى 1966 حين غادر سركون العراق وانتقل قبل ذلك انور الغساني ومؤيد ويوسف الحيدري الى بغداد.

التجمع بحد ذاته بهذه الطريقة ليس غريبا في المجتمع العراقي وغالبا يكون من الرجال وتخلو أي سيدة من هذه اللقائات وهذا طبيعي في مجتمعاتنا لكن تطور اللقاءات تحول الى لقائنا مبرمجة ادى الى زيادة عدد المشاركين حيث نرى هناك العديد من القوائم للمجموعة كل يدعي بعدد معين وهناك من يدعي بان الفكرة بالأساس تعود له. هل كان هناك مجموعة ادبية منظمة و ذو أهداف واضحة، تسائلت فرد قائلا:

 بسبب الاحداث الماساوية في كركوك عام ١٩٥٩، وما تبع تلك من انفراط في الجماعة كترك الاديب قحطان الهرمزي وكان اساسيا في الخمسينات، فان عدد الجماعة قلّ وتحددت اللقاءات والنشاطات الادبية . ثم غادر فاضل العزاوي الى بغداد واخرون تركوا البلاد كزهدي الداوودي ونورالدين فارس . كما شهدت المدينة حملات اعتقالات وارهاب في شكل اغتيالات  ثم حدث انقلاب 1963 الفاشي وادى هذا الى اعتقال الاساسيين في الجماعة  كجليل القيسي، انور الغساني، مؤيد الراوي، فاضل العزاوي وغيرهم. بينما لجأت انا بنفسي الى الجبل لاكثر من سنة وحين عدت كانت هذه المجموعة  قد خرجت من السجون .

 القصد من هذا السرد هو ان الجماعة تبعثرت لحوالى السنتين . بادر جليل القيسي في اواسط العام1964 الى اعادة النشاط لجماعة كركوك وعقد لقاءات منظمة وغالباً اسبوعية في بيته لقراءة اعمالنا الادبية ودامت هذه اللقاءات لاكثر من سنة، حيث تحولت الى مدرسة حقيقية لبلورة اتجاهاتنا الشعرية والادبية من خلال عرض اعمالنا وتقييمها والنقاش حولها، اضافة الى الاغتناء بالاوضاع الشعرية والادبية في بريطانيا واميركا او من خلال الترجمة وكانت حركة نشطة جدا، خصوصا في مصر ولبنان وسورية، وهذا دون ان ننقطع عن التواصل او نهمل الاطلاع على الجديد في النتاج الشعري، القصصي والمسرحي سواء في العراق او بقية البلدان العربية . ثم انتقل انور الغساني ومؤيد الراوي الى بغداد وكما ذكرت للعمل في الصحافة الادبية وكان فاضل العزاوي في بغداد ولم يعد الى كركوك او شارك في اجتماعاتنا التي دامت حتى نهاية عام ١٩٦٥.

من هنا نرى ان عددنا قل عما كان عليه، حيث لم يعد هناك سوى جليل وسركون، جان ويوسف الحيدري وفاروق مصطفى وانا .  التحقنا بعد ذلك انا وجان لاداء الخدمة العسكرية وتوقفت اجتماعاتنا تقريبا وبعد الانتهاء من كابوس الخدمة العسكرية انتقلت الى بغدادً وفي هذه الاثناء كان سركون قد غادر العراق وقبله انور الغساني وتبعهما فاضل العزاوي ومؤيد . بعد سنوات من العمل في بغداد وفي مختلف الاشغال، غادرت انا ايضا في نهاية1974 كما انتقل جان الى بغداد ثم بيروت وعمان وفي النهاية الى استراليا . وهكدا بقي جليل القيسي وحده في المدينة حارسا لها وحاملاً راية جماعة كركوك الى يومه الاخير . اما نحن الذين غادرنا فان امتداد تاريخ جماعة كركوك بدا معنا من جديد في مغترباتنا الاوربية .

 اما حول قوائم او مجموعات اخرى بعدنا، فان تلك المحاولات لم تنجح او تستمر لضعف تلك الجماعات من الناحية الابداعية  كما ارى، ولافتقارها الى التنظيم والجدية في الانتاج الادبي، الفني والشعري، وعدم استطاعتها تجاوز محيط المدينة الى المديات العربية والعالمية كما فعلنا نحن ولهذا اسباب كثيرة.

التعددية القومية والعقائدية لمجتمع مدينه كركوك تنعكس على أعضاء المجموعة على الأقل في بداية تكوينها ثم ينفصل أعضاء بعد ١٩٥٩ خاصة بعد حوادث الماساوية التي شهدتها المدينة مع الاحتفالات بمرور عام على ثورة ١٤ تموز وإعلان الجمهورية. ما نوع المناقشات التي شهدتها المجموعة بعد تلك الحوادث؟ 

- كما ذكرتُ فاننا، انا وسركون وجان ويوسف الحيدري والاب يرسف سعيد، كان انضمامنا الى جماعة كركوك بعد تلك الاحداث الماساوية. لا اتذكر باننا خصصنا جلسة لمناقشة تلك الاحداث ونتائجها . كان اهتمامنا الادبي في المحل الاول من نقاشاتنا والبحث عن الجديد في النشريات والمجلات ودور النشر . بالطبع كنا نتحدث ايضا حول الاوضاع الامنية والسياسية لكن ذلك لم يتبلور في موقف او بيان من قبل الجماعة . كنا نحاول جهدنا تجاوز الاختلافات السياسية والدينية والقومية لان نقاشا كهذا كان سيحول اللقاءات الى مشاعرمحتدمة وتناقضات . كان جليل القيسي، وهو الذي ادار هذه الجلسات اكثرنا وعياً بضرورة التركيز على نتاجنا الادبي وتطوره بدل الدخول في نقاشات وصراعات اراء سياسية وايديولوجية كانت ستحرف هذه الجماعة عن مهامها الاساسية وهي تطوير قدراتنا التعبيرية والعمل على تميزنا عن باقي الحلقات العراقية او العربية . هذا ما جعلنا في علاقة متينة كاصدقاء حقيقيين.

اللغة التي استخدمها معظم أدباء المجموعة عربية حديثة أي انها كنص لا تحاكي اللغة القرانية نرى ذلك بوضوح في نصوص جليل القيسي، جان دمو، الغساني، زهدي، سركون و قحطان وطبعا في نصوصك الشعرية وقد نرى اسلوبا مغايرا في نصوص فاضل وحتى عند مؤيد هل كانت المجموعة تتناقش موضوع اللغة؟

- كلنا كجماعة كنا نعرف، تقريبا، عدة لغات بسبب كوننا من مدينة كركوك، اقصد التركمانية والعربية والكردية والاشورية، اضافة الى اهتمامنا حول اللغة الانكليزية .

هذه المعرفة للغات عمل على اغناء اداة تعبيرنا، الا وهي العربية . صارت عربيتنا، لانها لم تكن لغتنا الاصلية منذ الولادة او الطفولة، متميزة وكانها مترجمة من لغات اخرى . وقد اتهم بعض النقاد انذاك كتاباتنا بانها خاصة وهي اشارة الى طريقة استخدامنا للغة العربية . كنا قد وعينا من خلال قراءاتنا الجدية ونقاشاتنا ان علينا تجاوز، كل بطريقته، الانماط الاخرى، ادبية وشعرية، باللغة العربية . نعم جرت نقاشات بخصوص الوصول الى اسلوب شخصي متميز لكل منا وكان هذا الاصعب في تحقيقه وتطلب سنوات من تجربة الكتابة . لهذا السبب لا تجد، عند المقارنة، تكرارا لاسلوب اينا عند اي عضو اخر في جماعة كركوك . كان الهدف الاساس لكل منا هو الوصول الى تعبير شخصي ومتميز، وقد انجزنا ذلك بالصبروصادفنا معوقات كثيرة في نشر اعمالنا حتى في الصحف اليومية . لكننا استطعنا، مع ذلك، نشر اعمال لنا هنا وهناك بين فترة واخرى.

هم نشر النص يتجاوز استماع الأصدقاء في حلقات مصغرة الى الوصول الى اكبر عدد من القراء وقد قام العديد من أعضاء المجموعة محاولة نشر نصوصهم في القاهرة و بيروت وحتى في دمشق رغم قرب بغداد حدثنا عن تلك الصعوبات و معوقات النشر؟

- طبعا كان همنا الاول الوصول الى اكبر عدد ممكن من القراء، وكما اشرت كانت هناك معوقات، ربما اهمها بعدنا عن مراكز الاعلام ودور النشر . استطاع فاضل العزاوي من نشر قصائد في مجلة شعر البيروتية ونشرت المجلة ايضا عملا فنيا لمؤيد الراوي، كما نشر سركون في مجلة شعر وفي صفحات ثقافية في بيروت، لكن الاهم كان نشر جليل القيسي مجموعته القصصية الاولى، صهيل المارة حول العالم، من قبل دار نشر مجلة شعر . نشرنا ايضا، انا وسركون في جريدة كركوك لعدة اعداد، اضافة الى نشرنا في صفحات ثقافية في بغداد، ثم بدا من الثمانينات بدا جليل القيسي نشر مجموعاته القصصية والمسرحية وايضا محي الدين زنكنة، دون ان ننسى دور اتحاد الكتاب العرب في دمشق في نشراعمال قصصية وروائية لفاضل العزاوي ومجموعتي الشعرية الاولى رهائن .

 مع وجودي في لندن نشرت ست مجموعات شعرية، واثنتين بالانكليزية  ونشر سركون مجموعته الشعرية، الوصول الى مدينة اين، في اواسط الثمانينات، وصدرت ايضا في بيروت المجموعة الشعرية الاولى لمؤيد الراوي، احتمالات الوضوح، نشرنا ايضا في مجلة مواقف والموقف الادبي السورية وغيرها . واضح من هذا السرد المبسط، باننا كنا نشطاء في تجاوز المعوقات وبدا تاثيرنا الادبي والشعري يتضح عراقيا وعربيا، ثم مع الانترنيت والفيسبوك صارت اعمالنا تنشر في بلدان اوروبية وغربية، سواء باللغة العربية او مترجمة الى لغات اخرى. وهناك ابحاث ومقالات كثيرة، نقدية، حول هذا التاثير ودورنا في اغناءالاوساط الثقافية والادبية والشعرية وصار اسم جماعة كركوك معلماً بارزاً حين يجري الحديث او الكتابة النقدية عنها في الستينات وحتى الوقت الراهن بعد ان انجز اعضاءالجماعة عشرات الكتب في القصة القصيرة، المسرحية، الرواية والشعر والترجمة. عليّ ان اذكر ايضاً باننا، الذين استطعنا الخروج من العراق، تمكننا من تحقيق الكثيرمن الانجازات، على كل صعيد، شخصي وادبي، فردي وجماعي، بسبب اننا كنا في بلدان اوروبية او خارج العراق بشكل عام، ولو كنا قد بقينا في بلدنا القديم، وضمن الاوضاع الكابوسية في العراق، في الثمانينات والتسعينات، لما كنا قد حققنا اي منجز ولكانت جماعة كركوك قد اضمحلت وتلاشت.

هناك مجاميع أخرى ظهرت مع تفتت المجموعة الاولى اثر انتقال البعض من المدينة أو الانتقال الى خارج العراق الى لبنان ومن ثم الى الغرب. هذه المجموعات الشابة كانت نصوصها ذو نكهة قومية واضحة ولم تكن لها أي قاسم مشترك غير الكتابة ما رأيك في ذلك؟

- نحن ايضا من ابناء كركوك، لكننا بسبب انتماءاتنا اليسارية لم نتورط في النهج القومي في مشاعرنا وكتاباتنا . لقد كان همنا الابداع والوصول الى صيغة شخصية ومستقلة، لكل منا، في مجال تحقيق الجديد في الكتابة الادبية والشعرية . نعم قرات نتفاً من تلك المحاولات، ذات الطابع القومي، سواء على صعيد التنظيم او الانجاز الابداعي، الا انها اخفقت بسبب ان تلك الاهداف الضيقة لا تمت بصلة للهم الابداعي . ما يميز جماعة كركوك انها كانت جماعة جديّة على كل المستويات وخصوصا من ناحية التميز في الانجاز الادبي على الصعيد العراقي والعربي وحتى العالمي . بالطبع لايمكن لتنظيم ضيق، قومي او محلي، الا ان ينتج اعمالا محدودة الاهمية والانتشار . لكن الاهم هو ان هؤلاء لم يكونوا في مستوى جماعة كركوك على كل صعيد وبالاخص في التميز ابداعيا.

البيئة احد العوامل المؤثرة على النص الأدبي وتغني المجموعة بمدينة كركوك واضحة في نصوصهم الشعرية حتى تلك التي كتبت خارج وطنهم الصغير حدثنا عن بيئة كركوك مع نهايات العهد الملكي وبداية العهد الجمهوري؟

- بالنسبة لنا نحن جماعة كركوك، كانت المدينة بيتنا حياتيا، اجتماعيا وثقافيا في آن . وما تغنينا بها ولها الا تعبيرعن الحنان الى فترة ذهبية من اعمارنا وخصوصا في المجالات الادبية . لقد كانت كتاباتنا، حتى في فترتنا الاولى، ونحن في كركوك بعد، تغنياً بكركوك ويمكن تشخيص ذلك من اجواء القصص،المسرحيات والصور الشعرية التي حققتها الجماعة.

اما حول الاوضاع في العراق في العهد الملكي، فهي كانت الافضل مقارنة بما بعدها من ناحية الاستقرار الاجتماعي والسياسي والثقافي ايضا. مع قفز العسكر الى السلطة، بدا تاريخ دموي في العراق لم يتوقف او ينتهي بعد . ولاننا بلا تاريخ في التقاليد الديمقراطية، فقدعمت الفوضى والانقلابات والحروب والمجازر الدموية بلا نهاية، ومازالت..

العراق كان بلدا موحداً قبل حوالى سبعين سنة اي قبل انقلاب العسكرفي تموز 1958، ومنذ ذلك الانقلاب وحتى اليوم لم يمر العراق بفترة استقرار على اي صعيد . انظر الان الى العراق محتلّاً امريكيا وايرانيا ومجزّاً الى طوائف واحزاب فاشية ومجموعات لصوص وخونة تهيمن على البلاد بواسطة ميلشيات ممولة باموال البترول . العراق مستعمرة . الى ان يمضي هذا البلد ؟ الى الجحيم....

 

 اجرى اللقاء: توفيق آلتونجي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم