صحيفة المثقف

ماذا تفعل وسائل الاعلام بالناس

صادق غانم الاسديكما هو معروف لدى جميع الدول والمجتمعات بأن الاعلام هو عبارة عن مجموعة من قنوات الاتصال او الوسائل التقنية الحديثة في نشر الاخبار وانتقاء المعلومة الصحيحة ويتطلب بذلك الصدق والامانة مع ان هذا قد تلاشى منه كثيرا، كما ان الاعلام هو وسيلة فعالة في اوساط المجتمع وحلقة الوصل مع الجماهير لهذا أعتمدت الكثير من الدول في حلحلة مشاكلها الداخلية وبعثت رسائل اطمئنان لشعوبها عن كافة الازمات لتزرع ثقة المواطن وتعم حالة الاستقرار، مع ان الكثير من الدول حققت انتصاراً في اعلامها ونجحت في تخطي عقبات كادت ان تنهي ارثها وثقافاتها وهنالك شاهد على مافعله الاعلام الاقليمي والمعادي لتغير انظمة وحكام تربعت على رقاب شعوب عربية لعشرات السنين بثورات اطلق عليها الربيع العربي وقد ساهم الاعلام مساهمة خارقة في تحقيق انتصارات مالم يحققه جيشا بكافة الاليات العسكرية المتطورة في ساحة المعركة كما حققه الاعلام من نجاحات مثمرة باقصر الطرق واقل التكاليف، بلا شك اصبح الاعلام شامل وعام مايحدث الان في الشارع ينقل فورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي هي عبارة عن مؤسسة اعلامية ضخمة عنكبوتية لاتتوقف الى حد معين مع سرعة تداولها بغض النظر اذا كانت الحادثة او المقالة صحيحة ام يسودها الشكوك من دعاية، لهذا ان المواطن اصبح اعلامي في بيته وفي الشارع وفي مراكز عمله نتج عن ذلك جانبين مهمين اولهما ان المجتمع يخضع للتأثير المباشر والى تصديق كل حالة تمر عليه دون التأكد من مصداقيتها كون ان الكثير منهم يتفاعل ويتسرع بنشر الخبر ويفقد عوامل الخبرة والممارسة الاعلامية الصادقة وبهذا سيقوم بدوره بنقل الخبر دون التمحيص واستخدام العقل في تشخيص الصواب مع ان معظم مايتناوله المجتمع من دعايات تريد ان تؤثر في غرائز الانسان وتحريك سلوكه وجعله متمرد على قوانين الدولة وانتزاع منه الصفة الوطنية وهذا مايطمح اليه اعداء الوطن، والجانب الاخر والمهم هو كشف حالة التزوير والتلكؤ الحاصل في الاعمار وتشخيص مكامن الضعف في الاجهزة الرقابية ونقل الاصوات المغيبة ومعاناة الناس عبر تلك الفسحات الاعلامية الواسعة وفعلا قد حققت بذلك نجاحات على المستوى الوطني، وان لم يؤخذ بكافة سلبياتها الا ان الاعلام الشخصي حد من ظاهرة الاعتداءات وساعد اجهزة الامن في كشف اماكن والتبليغ عن الكثير من المجرمين والفاريين من وجه العدالة، مع ان الدعاية سيطرت على عقول وافكار الناس واخذت تنساق لها دون الرجوع الى مصدرها لسبب ان معظم اجهزة الدولة الرقابية والامنية قد اصابها الضعف ولم تقدم المجهود الكامل في تذليل الصعاب عن الناس فنعدمت الثقة بتلك المؤسسات فكل حادثه او مقطع تنشره بعض الجهات المغرضة بأسماء او تجمعات وهمية يتداولها الناس على الفور.واخطر مايمر به اليوم العراق وشعبه هو ان هنالك مراكز ومؤسسات اعلامية متمرسة في بث الدعاية موجود في دول الحقد والشر والتي انبعث منها تنظيم داعش تنشر معلومات واخبار تمس عقائد الناس وتمارس طقوس بعيدة عن روح الدين الاسلامي فتسبب ضرر لنفسيات المواطن وقد يلتجىء الكثير من الناس للتهجم او الدفاع المستميت لحوادث مفتعلة ومصممة لضرب وحدة ومكونات الشعب في اوج ظروف التعصب الديني وضعف الرقابة ومحاسبة المفسدين، فالدعاية هي جزء من الاعلام وتحتاج الى فن وكلمات وصياغة الغرض منها التأثير الكامل وخلق حالة من الازمة وتعمل على جعل الشارع في حالة هيجان وفقدان الثقة، لهذا نطلق عليها بعض الاحيان بالاشاعة التي  تصيب الطبقة الفقيرة ليصدقها اصحاب العقول الخاوية اذن الاشاعة يؤلفها (الحاقد) وينشرها (الأحمق) ويصدقها (الغبي) .كلام يدور تحت طاولات المكاتب.ويخصص لها وقت وزمر كبيرة هدفها الاطاحة بعقول الناس وكما يقال هذا غوغاء يعيق الانتاج، مع الاسف بعض من الفضائيات وكتاب الاعلام العراقي لهم دورا كبيرا في تفشي الاشاعة من خلال بث اخبار مبالغة جدا  كسرقة مئات المليارات من الدولارات او التفاوض على منصب مدير عام بمليار دولار او العراق سيموت عطشا اذا ما فتحت تركيا سد اليسو، ناهيك عن التظاهرات وحجم التعاطي والاهتمام بها وشحنها واخرجها من محواها الوطني للتحول الى عداء مسلح ومواجهات بين الاخوة وبين اولاد العم من الشعب والجيش، وابتعد الاعلام عن دوره الحقيقي في تحقيق التنشئة الاجتماعية عن طريق توفير المعرفة المناسبة للافراد، مما يساهم في تعزيز تفاعلهم في المجتمع، اضافة الى عملية الحوار وتبادل الافكار بين افراد المجتمع والتربية عن طريق التطور العلمي والثقافي مع نشر المعرفة والثقفات المتنوعة في المجتمع وعلى ان يهتم بالاعلان والدعاية لدعم الانشطة الاقتصادية وعن طريق تشجيع الناس واستخدام الاعلان المؤثر من اجل حث الناس للتسويق والخدمات والسلع .

 

صادق غانم الاسدي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم