صحيفة المثقف

الشتائم المقدسة

في اللغة شتَم جارَه: سبَّه، عابه، وصفه بما فيه نقصٌ وازدراء، واللغة العربية هي اسوة بكل مفاصل الحياة تتطور في كلماتها من حيث المعنى بحيث اذا كثر استخدام كلمة لامر معين تصبح تلك الكلمة معناه المستخدم فيه، الحج يعني الزيارة الان اصبح الحج شعيرة مقدسة وفرض واجب وفق شروط، الصلاة كانت معناها الدعاء ومع بعث الرسالة اصبحت معناها العبادة .

وفي نفس الوقت هنالك شتائم كانت تستخدم ايام الدولة الاسلامية الان اصبح لا وجود لها مثلا ويلك، ثكلتك امك، يا ابن اللخناء، ذات راية، وغيرها، الا اللعن الذي اخذ حيزه في الجدال والنقاش وحتى التباعد والتباغض، وبدا كل طرف اثبات ما يؤمن به صح، ولكن من يؤيد اللعن يستدل بالادلة الموثقة انه صحيح وشرعي وموجود، والاخر يدافع عن من توجه له هذه الكلمة .

واقول للطرفين ان لله حكما عادلا ونافذا سواء لعنا او امتنعنا، فالذي يتنازل ولا يلعن فان الله عز وجل لا يغير امره، والذي يتجاهل اللعن الذي يعتقد بعدم صحته فانه لا يؤثر وفق معتقده، ولكن اثارة الجدل وتصعيد الشتائم التي لا تخدم الوحدة الاسلامية فانها الوقود الرخيص الذي نستخدمه على انفسنا وتتحقق اهداف الصهيونية في المجتمع الاسلامي .

نعم هنالك من يلعن غايته تصعيد الفتنة، وهنالك من يدافع ايضا غايته تصعيد الفتنة والا لا هذا يكره من يلعنه ولا ذاك يحب من يدافع عنه بل ادوات تنفذ خطة خبيثة .

بل المشكلة لو قلت لمن يعتقد باللعن يا اخي اجعل ما تؤمن به في سرك ولا تثير الفتنة، فانه سرعان ما يتهمني بالضعف بل حتى يتهمني باني من اعدائهم، واذا قلت للاخر يا اخي اذا كنت واثق من ايمان وورع ما تؤمن به فان من ينال منه يرده الله عز وجل عليه اذا كنت تؤمن بذلك، فيتهمني بانني مع الشاتمين ضده، بل العجيب في امرهم عندما يلعن الشيعي اعداء اهل البيت عليهم السلام دون ذكر الاسم فانهم ينتفضون ويقولون انهم يقصدون الصحابة فيجعلونهم محل لعن وانتقاص .

النتيجة هنالك من يخوض في هذه الامور اما بتعمد او بجهل، والا التاريخ ثابت والصحيفة لا تتغير عند الله عز وجل .

ولكن عندما ترى الفاسق والمتجاهر بالمعصية امامك فيجوز لك ان تلعنه وتعمل على نهيه عن المنكر واما اذا رحل عن الدنيا فان الله وملائكته هم اولى به .

ختام المقال لماذا لا نترك ما يثير الفتنة لان هذه الشتائم ليست من العبادات لماذا نجعلها من المقدسات والاخر يجعلها من المحذورات، لماذا لا نتركها ونترك الامر للواحد القهار، الم يطلب منا الامام الرضا عليه السلام الحديث عن محاسنهم افضل من النيل من اعدائهم، عن الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: "رحم الله عبدا أحيا أمرنا " فقلت له: وكيف يحيي أمركم؟ قال (عليه السلام): "يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا"

واخيرا اذكر لكم هذه المحادثة لي مع مجتهد قلت له لو تم خصم 20% من فائض الارباح وسميناها ضريبة وليس خمس هل يجوز؟ قال لا يجوز يجب ان تسمى خمس ... انا اقول الله العالم

 

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم