صحيفة المثقف

شناشيل سيدني

وداد فرحانإن كلمة شناشيل تنحدر من أصل تركي، إذ تتألف من مفردتين هي (شاه) وتعني الملك والثانية هي (شن) وتعني المقصورة، وعربت المفردتان لتصبح كلمة "شناشيل" وتعني مكان جلوس الملك.

والشناشيل هي الواجهة العليا من البيت، تصمم كنتوء خارج مستوى المنزل لتطل إلى الخارج، وعادة تبنى من الخشب وبعض مواد البناء الأخرى.

عرفت بأنها طراز معماري انتشر في معظم مدن العراق، إلا انها تميزت بشكل واسع لتكون جزءا من الفولكلور البغدادي والبصري، وهي لا تقل ابداعا عن الفنون الأخرى كافة، وأصبحت جزءا مهما في ملامح العمارة.

فإضافة الى جمالية التصميم واضافة مسحة من الجمال المعماري للبيوت العراقية، فإنها قادرة على تلطيف الجو في الصيف، وتخفيف الرطوبة، ما يجعلها الجزء المكيف في البيت قبل توفر المكيفات وانتشارها.

هذا الطراز الفريد من التصميم بدأ يتلاشى، بل الأمر من هذا، آلت البيوت التي تحتويها الى الإهمال، حتى أصبحت هياكل غير مسكونة ولا مدامة، بل تحول البعض منها الى مخازن، دون مراعاة أهميتها التراثية والتاريخية.

في الوقت الذي تهمل هذه التحف الفنية المعمارية، يقوم منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي في سدني، بإحياء اسمها من خلال مهرجان ثقافي فني أطلق عليه "شناشيل".

لقد أراد العراقيون المغتربون الحفاظ على تراثهم وفلكلورهم وهم يبتعدون عن الوطن الأم.

انهم يقومون من الاقاصي بإحياء تاريخهم وحضارتهم، ويجمعون ألوان الجبل والهور، والسهل والوادي، لتكون شناشيل الوطن، يجلس فيها ملوك الغربة وملكاتها، يستذكرون بلدهم وتاريخ شناشيلهم، وتلطف لهم حرارة الغربة، وتخفف مرارة لوعة الشوق الى بلد الشناشيل المهملة.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم