صحيفة المثقف

اياكم ان تقربوا.. الانسان

خلود الحسناويبعد ان خلق الله الخلق وانزل ادم وخَلَفه من وِلده وِلدَت معهم الجريمة وكانت أولى خطوات الظلم حتى امتد منذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا .. وكلنا يعرف تلك القصة التي نزلت في القران الكريم ولا حاجة لذكرها .. سابقا (ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين) اين هم الان؟ اذا لا داعي للذِكر فقد مللنا ونحن نذكِّر والنتيجة استمرار القتل واستفحال الظلم تحت عدة مسميات واتخذ اشكالا عدة وعلى جميع المستويات ولو بدانا بالتعداد والشرح لما انتهينا حتى ينتهي اجلنا فالظلم باقٍ وبخطورة كبيرة مادام الصراع مع الضمير مستمرا ونحن نعلم انه قد مات سريريا (الضمير) وقد ضَمرت كل الاخلاق والمكارم واختفت من على وجه البسيطة الاَّ ما رحم ربِ !! كيف تستمر الحياة في خضم هذا الوباء وهذا الكم من الخلل البنيوي الذي بات ينهش في نفوسنا فلم تعد هناك رغبة في العيش في ظل سيل هائل من قلة الحياء ورضوخ الأغلبية للاستسلام لواقع قذر بكل ما فيه .. لا اود استعراض كم الألم الذي يعيشه الفرد العراقي لكنها أجواء يومية اعتاد عليها لكن على مضض لا وسيلة للتغيير سوى الكلام او اضعف الايمان .. فهل يعقل  ان تفرض عليك حرب لا ناقة لك فيها ولا بغل؟! او تستمر الحروب بين الفينة والأخرى كلما ظهر سياسي او متنفذ في موقعه ورغِب بان يستعرض عضلات مخه ويفرض حربا يتسلى بها او ينعش تجارة الأسلحة ببقعة من هذه الأرض؟ او يفرض عليك ان تأكل الحجارة مع الدقيق (حصة الحصار) او يقتل الأطفال الذين هم ورود في حديقتك؟ بأي ذنبٍ؟ سوى انهم الأضعف؟ او تُراق دماء الشهداء في سبيل الاعراض ولا منادٍ او مطالب؟ كيف كيف؟؟ ... او تزهق الانفس بكل برود تحت مظلة أسباب واهية ومسببات فاشلة او او او اجنــة في المزابل؟؟! تُحرك غريزة الامومة لدى كلبة سائبة (لا أقول اجلكم الله عذرا لأنني وجدت فيها احتراما للذات البشرية فلابد ان لا نتعامل معها بتلك الطريقة) لتحتضن ذلك الجنين وتقف على باب دار احدهم علَّه يحمل رحمة كي  يرعى هذا المخلوق الضعيف!! ذلك أنها اشفقت عليه!! أي نوع من المخلوقات صرنا؟! نفرح اذا جاع الفقير وتوسل في التقاطعات؟!! نفرح اذا شكا عاجز عن تلبية ابسط احتياجاته؟! نستبشر بوجود النساء بين اكوام القمامة يبحثنَّ عما يسد رمق اطفالهن او ما يكفيها يومها؟؟ او او تقتل وتنتهك ثرواتنا امام انظارنا ونقف عاجزين؟! والأسباب لا يقتنع بها طفل ذو الستة أعوام؟! اموالنا تنهب والأسباب تبين اننا لا نملك أي سلطة وليس لنا أي حصانة ولا أي قانون ولا أي نظام .. كل ذلك يتحرك فيما مس ضر مصالح المتنفذين.. بما فيها يعاقب المقصر ويترك حرا دون عقاب فيما لو تم التقصير بحقوق الشعب والبلاد وحاجة العباد؟!! بلد العجائب  والغرائب.. اصبح تداول القتل عادة فيه وجزء من ثقافته !! بدل ان يناضل من اجل ان ينال حريته من عبودية النزوات وحرية فكره مما علق به من الادران الفكرية المنحلة .. (كفى.. صرخة كبيرة) لنطلقها في الأجواء يكفينا ما نلنا من التعب البدني والنفسي فلم تبق زاوية مضيئة في حياتنا فالظلام حالك في كل مكان والموت اصبح تجارة رائجة على حساب البشر كفى .. وحشية الم تتعبوا من كونكم فئران مختبرات طبقت عليكم كل أنواع التجارب والاختبارات حتى وصلتم الى درجة الوحشية لدرجة انكم تتداولون الموت بكل برود وسكون دون أي وازع او أي شعور بالخوف او التقزز؟؟! اصرخوا واطلبوا حقكم بهذه الحياة الجميلة دون  قذارة .. يكفينا العيش بهذه البشاعة وهذا الحطام ..طالبوا المنظمات الدولية ان تعيشوا بكرامة وان كان ببسيط الشيء المهم ان نكون بشرا يا بني الانسان .. وبعد كل ذلك ، الا يكفي كل هذا الظلم أيها الانسان؟؟ عفوا ال .. لا انسان ..متى ستعود من رحلة اللاّ انسان؟

الى كل ترافة ورقة ومشاعر ونبل .. اياكم ان تقربوا الانسان .

 

بقلم: خلود الحسناوي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم