صحيفة المثقف

السياسة والمال والخلود

عقيل العبودبين السياسة والمال والخلود فرصتان الاولى للحياة والأخرى للموت.

اما السياسة فتفرض على صاحبها التحرر من سطوة المال كما فعل علي بن ابي طالب (ع)، واما المال فقد استحوذ على قلوب من استقبحهم التاريخ. 

بلغني بحسب فيديو مسجل ارسله لي صديق، ان طبيبا أمضى زهاء ثلاثين عاما من عمره في مهنة الطب، وقد حصل من المال ما جعله بحسب قوله ان يقول كنت اعمل من اجل جيبي my wallet، وليس لإجل حياتي. وبعدها وبحسب مقصد قوله،  انه ادرك "بأن المال هذا الذي لم يؤكل، كان قد اكل حياته".

ورباط الكلام، وللمقارنة، تجد ان هؤلاء الذين أتيح لهم المجال للتحكم بثروات العراق باسم الدين والسياسة، قد وجدوا أنفسهم في دوامة هذه السطوة التي أسقطت وجودهم الإنساني، حيث ديدنهم بناء القصور والبحث عن الارصدة، على حساب الشعب الذي على وشك ان يقضي نحبه في دوامة الانتظار والامل. 

بينما بعكسهم اولئك الذين نذروا أنفسهم قرابين لخدمة العراق وشعبه، حيث قضوا نحبهم في سجون الطغاة وتم تصفية من تم تصفيته، والأمثلة كثيرة.

الان وللتقريب بحسب صاحبي، جيفارا فارق الحياة مكبلا شابا، وبقيت ثورته التي ديدنها محبة الناس لم تمت، لذلك بقي الخلود مكللا بالزهور والشموع  بعمره القصير الى يومنا هذا، اما ساستنا اللصوص فسيلعنهم التاريخ طوال هذا المد الذي لا ينقطع من الزمان.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم