صحيفة المثقف

نوبة برد

 عقيل العبودباقة ورد كان يحملها بين يديه، ليقدمها هدية لزميلته التي ترقد في ردهة زراعة الكليتين. السماء كانت ممطرة، الأجواء ملبدة بسحب تنذر بعاصفة رعدية. حاول إيصال ما بحوزته، بينما سيارة الأجرة  التي كانت تقله مع ركاب اخرين، تعرضت الى حادثة انزلاق عن الشارع العام باتجاه بركة ماء تفرض عليهم جميعا دفع العربة وتخليصها من المنخفض.

الوقت كان يمضي بطريقة توحي الى الجميع بان النهار على وشك ان ينقضي.

اطبق الصمت بعد حالة اليأس التي دفعته أسوة بباقي الراكبين الى انتظار سيارة اخرى تعود بهم الى منازلهم.

ذلك سيكون أشبه بحالة إنقاذ، سيما وان المطر بات أشد كثافة من الساعات الاولى لهطوله.

لم يبق لهم سوى تحرير أنفسهم من تلك العواصف التي صار يغلبها ريح ثلجية باردة.

 الورد كأنما مستغيثا، راح ينظر صوب عينيه، هي خيبة أمل راحت تدب في امتداداته النحيفة بعد ان تعرضت الى الذبول.

 اما هو فقد انتابه احساس بالإمتعاض اوالخجل، حيث لم يكن موفقا للوصول الى تلك التي اشتد بها الانتظار ، املا في لقائه.

البرد كان كانما يستوطن جميع أنحائه، ليقصف به كما تلك العربة التي لم تعد بعد قابلة للسير.

اذن قالها مع نفسه معترضا،  لقد فشلت هذا اليوم في اعادة تلك الابتسامة على وجهها، ومثل ذلك تساقطت تلك الوريقات التي كانت محمولة على ذلك الغصن الذي تعرض الى الهزال، كما حامله الذي احس بالخذلان، بينما استعد من معه للإستعانة بحافلة اخرى.

 

عقيل العبود  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم