صحيفة المثقف

وديعة الله عندك...

الأمانة هي أداء الحقوق والمحافظة عليها، وهي الفريضة العظيمة التي رفضت الجبال والسماوات والأرض أن يحملنها وحملها الإنسان، وأمرنا الله بأداء الأمانات عندما ذكرها في القرآن الكريم ،ولان الامانة ثقيلة ويجب الحفاظ عليها و ردها ...نتعامل معها بكل صدق واذا أؤتمن اي شخص منا على شيء يحافظ عليه بقوة ليرده لصاحبه وهو بشر مثله ...فكيف اذا كان صاحب الامانة هو رب العرش العظيم الذي وضع على اكتافنا اثقل امانة وكلفنا بالحفاظ عليها والاهتمام بها مثلما سلمنا اياها...

اطفالنا..تلك الامانة التي نفرط بها كل يوم دون ان نعلم اننا محاسبون على كل تغير يطرأ على طباعهم..محاسبون على اجبارهم على التحول الى الات مطيعة..هل فكرت يوما بأن الله وضع فيهم سره وجميل خلقه..لهم مواهب ولهم طاقات تدفن كل يوم امامهم،  ندفنها نحن بأهمالهم والتقليل من شأنهم.... بفرض افكارنا عليهم واجبارهم على الامتثال بأعتبارنا اكثر وعي وادراك..مع تناسينا  بأن الله وهبهم عقلا وفهما ومواهبا وكان من المفترض اننا نهتم بها لتنمو لتظهر للحياة بشكلها الصحيح الذي اراده الله  وليس كما نريد نحن وما نحب فقط....هل ركزت يوما لعمل احبه طفلك...؟ هل وفرت له شيئا بخصوص رغبته تلك..؟..اذا كان الجواب..لا.. اذن اعلم انك تقتل فيه شيئا جميلا دون ان تدرك ذلك..جرب ان تهتم.. ان تسأل عن مايحب..مهما كان بسيطا جرب ان تعتاد التدرج بالتعليم معهم والارشاد والتفهم وأهتم.. لتحيه وتزرع  الثقة بأنه له حق التعبير عن نفسه ومعرفة امكانياته... ولا تتصور ان الدراسة والتفوق هي فقط دليل نجاحه بالحياة... قوة شخصيته تأتي من حريته في التعبير عن نفسه وليس في تنفيذ رغباتك انت والمجتمع...بسم الله الرحمن الرحيم..

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [الأنفال: 27]

 

هناء عبد الكريم

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم