صحيفة المثقف

لا صُبح أَسْفَرَ.. عنكَ!

ياسمينة حسيبيسبعون ألف سنة من اللغة...

ولا سِمسمَ حرفٍ يفتحُ مغلاق الروحْ . 

وحيْثُكَ: تتربصُ إناثُ الشكّ ... بِـذكورِه،

والرّحى تدور على ذمة الظنّ ..

حتى إذا ما تكشّفتْ عورة الحبّ، ساحتِ الروح من خروم الجسدِ.

وبين وَجِيف ورَجِيف، يقْضمني ناب الغياب

يخترق الشوق جوفي بغتة ...

فيدوّي النبض لِيصُمّ طبلة القلبْ !

فيَا الأبْـعد/ الأقرب إليّ من وتيني

وجهكَ المُتغايِب ما زال يسْتبدّ بعيْني ..

ويستأنفني في وطيس المسافاتْ !

وأسألكَ:

كيف سلوْتَني غريرة المكان، وزماني يكركُ على بيضة الحلمِ؟

وأيّ المآذن ترفع الصمت ميقاتًا للسقوطِ؟

فما أشْوَقني إليّ وما أشقاني: قلب لا يقبل التبنّي،

سلكتُ جاحم سبيلكَ على رِمشي والطريق معبّدة الجِمار! 

وبرئْتُ إلى الباري من هوىً تحمله الريح بين سحابتيْن...

فيشُتّ أشتاتي !

وحبّذاكَ ...

 تُدرك طعم الروح في نكهة العشق

أو تفْقَهَ حكمة الجنون في بلوغ الرشدِ.

وكم ْ تمنّيتُ أنْ تقتفي نبضي في آثار الشوق،

أوْ تصِلَ باب عُمري مُمْسِكًا بيدِ الإنتظارْ !

كمْ ... وكمْ ...

لكنْ لا صُبح أسفرَ عنكَ ...

حين فصّلتَ وجهك على مقاس الغياب !

هكذا.. تدثّر الحلم بفرْوِ الثلوج ثم غفا على باردِ الوسادِ.

فلا تسلْ :

كيف تسّاقطتِ الأوراق بداخلي؟

فألغيتُني من هواتف دمٍ لا يُرَقّم فصيلتي .

وكالمشتبه بها،

ألْقيْتُ بعمري وراء ظهري وتسللتُ خارجَ  اسوار الحبّ !

فلا تكثرتْ إن تسّاقط العمر غزيرًا ... فاقِعَ النّدمِ.

بمَحْضِكَ، أطبق رمشي على رمشهِ ... وتجفجف ثوب الماءِ.

وعلى قيدِ وهْمٍ، سيقرعنا الحظ كرقمين في اليانصيبِ

ويا لَحسرة النصيبِ في قِسمة القلوب !

ما أدْرَكْـتَـني إلاّ ... جدًّا متأخرًا،

وقد كنتُ دمكَ في سُلالة الأرَق،

كُنتُكَ في الصمت الذي ازْدردَ حنجرتي،

في الغيرة التي يجري من تحتها الإعصارْ،

وفي الرئة التي تسْعلُ دخان الإنتظارْ !

فعلامَ نُفَلّي وجوهنا الآن  ... ونتراشقُ برجْعِ الصدى؟

عَلامَ نأْسَـى؟

وما ملَكْنا من زمام القلب أمراً ...

والعشق ممالكٌ وعروش،  

وحظرُ تجوّل بعد منتصف النّبْـضِ! 

 

ياسمينة حسيبي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم