صحيفة المثقف

الشرخ..!!

صحيفة المثقفلا تغفو امرأة تعشقْ ..

وإذا نامت

سيكون لقاءً

في الحلمِ

يغني فيه الحبُ ويعبقْ ..

لا تُهْزَمُ امرأة تشربُ

دمعَ براءتها

طوالَ الليلْ

تتحسسُ ساقيها

تنتظرُ الشمسَ لكي تشرقْ ..

من يدري قد تخفي

كل حنان العالم

تحتَ ملابسها

في نوبةِ عشقٍ تتجددْ ..

**

تقولُ

إذا ما سادَ الصمتُ

تستيقظُ أشياءٌ في جسمي  ومساماتي

ودمائي

أبصرها في كلِ شراييني تتجمدْ ..

حين أرى توأم روحي

أتلمس جسمي

يجاهرُ إحساسي بالصحوِ

ومن هول الوجد يتمردْ ..

همسي كانَ سخياً

وعطري كانَ ندياً

لكنكَ مذ طافت عيني في عينكَ

أحسستُ بأن جليداً ينساح إلي

يغمرُ أنفاسي صمتاً وبالموتِ  أحدقْ ..

**

قلتُ

سأغيرُ عطري من أجلكَ

أغيرُ جلدي ومساماتي

كي يبقى لي قلبك يخفقْ ..

كمْ كنتُ أعاندُ نفسي

حين أرى وجهي يشبَهُ وجهكْ ..

وأنا هي ذاتكْ

حتى كدتُ أراني أنتَ

تخبئ أسمكْ ..

فتمردتُ على نفسي

كي أخلطَ بين الأصل وبين الظل ..

لكني ألمحُ شيئاً مني يسقط في الوحل ..

**

سالت دمعة حزنٍ مسرعة

وتحسستُ ملوحتها في شفتي

فحجبتُ ملامِحَها عنكْ ..

كنتُ أصدقُ حينَ تقولُ بأنكِ قطعة سكرْ..

وكنتُ أذوبُ بأجواءِ الهمسِ

أحلقُ كالنورسِ فوقَ الموج

كأني أحلم أو أسكرْ ..

كنتُ أصدقُ همسكْ

وأظلُ في التيهِ طويلاً

لكني لا أخطأ حدسي ..

حينَ يكون برودك يلتفُ على خصري

لا ينفعُ رسمكْ ..

تخنقني أنتَ

أتسوَلُ منكَ هواء الليلْ ..

فتمددتَ بينَ ضلوعي

ودخلتَ مساماتي

وتدخلتَ بأوقاتي ومساراتي

وباتَ بسقفِ الحب شروخاً تنبأ بالسيل..

الجارف في أحداقِ الويلْ..

**

دعني، إعتقني

لا بل، خذ ما شئتَ

سَأُرْجِعُ ضحكاتكْ

وبقايا كلماتكْ

كانت في الدرج

لا تحملُ معنى

باتتْ فارغة تلكَ الهمساتْ ..

فاقعةٌ أمستْ تلكَ النظراتْ ..

دعني أترُكُ بعض جراحاتي..

كتبي، أصصي، عصفوري

وآنية الزهرِ، وبعضُ كتاباتي..

سأتركُ قمصان النوم وعطري

سأتركُ رائحتي فوق سريري وملاءاتي..

ما كنتُ أجاري عيون الحب الأعمى

ولا الكذب المأزوم بآهاتي ..

شكوتُ إليكَ

ومسحتُ دموعي خلسة

كي لا تدركَ ضعفي

وَصَمَتُ طويلاً

حتى باتَ الصمتُ جليداً من حولي

ثم، (صفعتكُ في صمتي)* ..!!

***

د. جودت صالح

26/3/2012

(قصيدة مستلة من ديوان غدق البحر)

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم