صحيفة المثقف

عن رحيل التحالف واستعمار جنوب اليمن

بسام فاضلبدأت معركة التحرر في مواجهة قوى الاحتلال اليمني الشمالي بعد حرب صيف 94م مباشرة، الحرب التي اجتاحت الجنوب عسكريا ،وهي أبعد من هذا التاريخ بقليل منذ الفجيعة التي هزت الجسد اليمني برؤية الوحدة مفرغة من مضامينها التي رددها الشعب طيلة سنوات التشطير .

وهذه المعركة رغما عن ما عانته من مد وجز وتبدل في أساليب النضال التحرري إلا أنها لم تخب أو تصاب بالوهن ترنو إلى التطلع من جديد بتصحيح الخطاء التاريخي الناجم عن توحيد شطري اليمن في ظل تباين وعدم تناسق في الفكر السياسي والوعي السيادي للدولتين وانعكاسه على التركيبة المجتمعية وإرث صراع الايدلوجيا والاقتتال السياسي والعسكري ...

لذا فإن القوى الجنوبية التي تدعو إلى استعادة وضع الدولتين السابقتين اعتبرت التحالف منقذ وتدخل لرفع الظلم المستشري عن ابناء الجنوب ولم تعر أن  الحرب  وما ينتج عنها من نظام يسعى التحالف إلى أقامته هو امتداد لنهج الاحتلال مهما يكون نظامه وشكله السياسي والاجتماعي بعد أن أعلن التحالف تدخله بناء على طلب الشرعية اليمنية ومن المؤكد أن شعب الجنوب سوف ينهض في وجهه كل نظام يرفض تثبيت حريته ويؤكد تأبيد احتلاله وهذا ما يفترض ارسائه منذ البداية من نمط لعلاقة يتم إقامتها مع التحالف قبل الشراكة في الحرب الدائرة وإلا فإن التحالف غير مرحب به بعد أن نصر النظام اليمني متخذ من الأراض والاجواء الجنوبية سبيل للحرب .

ولكن الترحيب قد هل والأسس والمرتكزات للعلاقة ليس مع التحالف فحسب وانما التحالف والشرعية حيث كانت أشبه بطفرة العام 90م عام الوحدة اليمنية بغير ضمانات وهوما فتح لتعدد الاجتهادات من قبل الاصدقاء والاعداء لتصنيف كل ذلك في ما يضر مستقبل تحرر الجنوب ولو أن الشراكة تمت مع التحالف وتم التنسيق في اطار محدود مع الشرعية لتبدل الأمر  .

من يذهب إلى المطالبة بتوصيف التحالف إلى استعمار ورحيله فليس لديه من البدائل سوى الاستمرار في ترديد الشعارات وما إلا ذلك من الفوضى  مع استحالة سيطرته على مؤسسات الدولة وحماية الحدود الجنوبية ولازالت الشرعية تمتلك زمام الحرب والقوات التي تتقدم الجبهات والتحالف يشرع لها ذلك ويدعمها على هذا الأساس .

كما لا ننسى أن كافة القوات التي تتمركز على الأرض ليست أجنبية  فعن أي رحيل يمكن أن نتحدث أن لم نقصد انسحاب التحالف من المعركة كاملا ونفض يدها من الأزمة اليمنية والإبقاء على الجانب الإنساني فقط .

 بعض من قوى الحراك تدّعي منذ بدء الحرب انها تتفق مع الشرعية وتشاركت معها في السلطة وشرعت وجود التحالف والشرعية فالأولى هو ضحد صفة التمثيل التي تتمتع بها ومطالبة التحالف والمجتمع الدولي عدم الاعتراف بها بعد ما تبن أنه ليس لديها ما تقوله للشعب في الجنوب فلا هي قادرة على إنكار وصف الشرعية بالمحتل للجنوب  والتعامل معها كما كان قبل 2015م ولا حققت تقدم مع التحالف في إعطاء قضية الجنوب أولوية في الأزمة اليمنية أو اعتبار طاولة المفاوضات ثلاثية الابعاد .

اذاً إذا أردنا للتحالف أن يرفع يده عن الجنوب فليس قبل أن يتبنى حل شامل لقضية الجنوب يتحقق معه الاستقلال الذاتي للدولة الجنوبية انتصار للدماء التي سفكت في محراب الحرية والاخاء العربي والتخلي أخيرا عن أولئك الذين فبركو الحق الجنوبي من باب المنفعة والشراكة في الحرب لمجرد الحرب والانتفاع والظهور.

 

بسام فاضل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم