صحيفة المثقف

رسالة نُسمعها

وداد فرحانخلال السنوات القليلة الماضية، انتشرت شبكات التواصل الاجتماعي لتدخل حياتنا في كل تفاصيلها، وأصبحت مصادر شبه رئيسة لتلقي الأخبار والموضوعات المنوعة.

في كل دقيقة نتلقى سيلا من الرسائل التي تحوي في طياتها موضوعات، جلها التشهير والتسريبات التي تاهت معها المصداقية، وصعب علينا تمحيصها حتى ضاعت الحقيقة وتلاشت المعايير.

تشير الإحصاءات الى تزايد أعداد من يتلقون الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي والاعتماد عليها، بل زيادة في ذلك إعادة نشرها على نطاق واسع، رغم عدم التحقق من مصداقيتها والتأكد من حقيقتها.

لقد أدركنا -ومعنا الكثير- خطورة الاستغلال السلبي لشبكات التواصل، بل طالنا ضررها في حالة أو أكثر، من قبل من لهم مصالح في الترويج لخطاب الكراهية، والى الاساءات اللامبررة في النيل من الناس بشكل عام.

لقد أصبحت شبكات التواصل أسلحة رخيصة، يستخدمها الذين يتخفون خلف شاشات أجهزة الحاسوب أو أجهزة الهواتف النقالة، يرتعدون من المواجهة الشخصية، وهم يخلعون ما تبقى لهم من أخلاق تغطي سوءتهم.

إنه الضرر الجسيم الذي يصيب الممارسة الديمقراطية الممنوحة مجانا عبر شبكات الانترنت.

لسنا بمعزل عن مشكلة الأخبار الملفقة وتأثيرها البالغ احيانا، غير أن خطورة استمرارها بشكلها الواسع يتأتى من مساحة حرية النشر وعدم التصدي الرسمي لها، بل الأدهى هو استغلال الحكومات وأجهزة القمع الرسمية لتلك الشبكات، فأسست ما يسمى بالجيوش الالكترونية، والذباب الالكتروني، وغيرها، تستخدم في محاربة الناس والإساءة لهم ونشر فضائح هوليودية عنهم.

نحن بحاجة الى قانون دولي صارم لمحاربة الإشاعة والأخبار الزائفة، وحازم في إجبار إدارات شبكات التواصل على تقديم المتهمين الى العدالة، بحيث يكون تطبيق القانون ملزما على الدول كافة.

إنها شبكات اجتماعية للتواصل الإنساني، وليست للتحارب العدواني، رسالة نُسمعها، قد ننادي حيا.

 

وداد فرحان - سيدني

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم