صحيفة المثقف

سياسة الإنتقائية في حي "أكدال" بالرباط!

حميد طولستإذا كان من واجب أي مواطن الاعتراف بالجميل وتقديم الشكر والعرفان لكل من يقوم بما يبني حاضر بلده ومستقبل أبنائها لأن التقدير والاحتفاء والإعلاء، هو تقدير لقيم ومبادئ ونماذج تلهم الأجيال الجديدة، فإن من واجب المواطنة يلزم كل غيور على وطنه، بأن ينبه المسؤولين للقصور و العوار الذي يشوب سير انجاز أي مشروع يزيغ عن أهدافه ويفضح أسباب تعثره، كما هو الحال بالنسبة لساكنة حي أكدال بالرباط التي بقدر ما غمرتها السعادة، بإنطلاق مشروع تهيئة شوارع القرب بالحي وتتقدم بالشكر والإمتنان لكل من كان وراء إخراجه للوجود، وكل من ساهم في هذا الإنجازه الذي لاشك سيجمل منظر الحي العام ويحسن بيئته، بقدر ما ملأهم الأسى والحزن الشديد الذي أقلقهم وسوّد أيامهم، ليس بسبب ضوضاء الات الحفر وجرارات الدك، كما يمكن أن يتبادر إلى بعض الأذهان، وليس بسبب الأدخنة المنبعثة من عادمات السيارات والشاحنات الحمل والتفريغ الضخمة، وليس كذلك بسبب الغبار الكثيف الذي يحنق الأنفاس ويصيب مستنشقيه بكل مصايب الربو و"الضيقة" والمتطاير من الأشغال المتواصلة ليل نهار، لإنجاز مشروع تهيئة شوارع القرب بالحي، التي تتمسكة الساكنة المواطنة به رغم ما تعيشُ معهمن أنهاك، والذي جعلها كالمريض الذي يتعايش مع مرضهِ ليبقى على قيدِ الحياة، ولكنه، وبكل أسف، بسبب التعامل الفاضح الذي يتحمل فيه بعض مراقبي سير الأعمال، مسؤولية تكريس اللاعدل المفضوحة واللامسواة الفاضحة بين المواطنين، استجابة لحسابات معيَّنة، لا يحتاج إكتشافها لذكاء خارق، أو نباهة كبيرة، ويكفي النظر إلى واقع الأشغال حولنا لنرى بوضوح أنه يُعتمد فيها القاعدة الذهبية المشهورة "باك صاحبي " بكل ما تختزله من معاني الوساطة والمحسوبية والزبونية واستغلال النفوذ وسلطة المال والمركز وما يعرف في دارجتنا بـ"المعارف والمغارف والوجهيّات "،المنتشرة على نظاق واسع في مجتمعنا، والتي كانت هي وراء ما يعرفه المشروع من انتقائيّة تعسّفية، واصطفائية وانتخابية للاموضوعية، وتحيز للامشروع في اصطفاء إصلاح أرصفة المحادية لعمارات ومحلات الوجهاء وذوي النفوذ والمال، وتقديمها على قبل غيرها من أرصفة الساكنة العاديين، دون أسباب منطقية، أو أسانيد تقنية تحتم ذلك التمييز، غير أسلوب المحسوبية والزبونية، السلوك الذي يوقد نار الكراهية ونبد الآخر، الذي ابتليت بنحسه فئة من بني جلدتنا تفسد في الأرض ولا تصلح.

إن أشد ما يؤلم الإنسان المتضرر عامة، وساكنة أكدال اليوم،هو ألا يجد لمن يشكو مضاره، فيضطر لتقديمها للـ"الفاس بوك" بعد لله، علها تصادف مسؤولا نزيها يرجع الأمور إلى نصابها، وينصف من تضررمن ساكنة اكدال..

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم