صحيفة المثقف

العراق إنشودة وطن ستيني

عقيل العبودالعراق وطن تعلمت فيه كتابة العربية، وقراءة القرآن، ومثل ذلك احببت النخيل والماء، والاسماك، والطيور، وورد الجوري، والقرنفل، والياسمين، والرازقي.

ذلك العشق ابتدأ في محطته الاولى من مدرستي، وامي التي تعلمت منْهَا السور القصار، وبيوتنا الآمنة، تلك المزروعة بالفواكه، والخضار.

 ايام زمان، كنت أردد بيتا شعريا مطلعه يقول:

" قم للمعلم وفه التبجيلا"، وكذلك كنت احفظ أبياتا اخرى منها" الأم مدرسة اذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، هذا ناهيك عن نشيد موطني الذي تعلمته بفطرة صبي احب الانتماء الى معنى العلم، تلك الأنشودة التي كنّا نتلوها يوم الخميس، ومثل ذلك كنّا نهتف بالقسم الرياضي في الألعاب السويدية.

المدرسة المركزية النموذجية المختلطة للبنين والبنات كانت ايام الستينات، عامرة بالبناء والمحبة.

انذاك كنت طالبا في الصف الخامس الابتدائي، البناية فيها إذاعة، وفيها صندوق، كتب عليه "ما يطلبه المستمعون".

هنا ما زلت أتذكرها، اول أغنية وضعتها في صندوق الطلبات، وهي أغنية يا نجمة، وكان المطرب حسين نعمة هو اول معلم نشيد عرفته ذاك الزمان، يوم ابتدأ على العود ينشدها أغنية "يا شادي الألحان آه وسمعنا"، حسين نعمة القصاب هكذا كنّا نردد.

 وعلى غرار ذلك كانت المدرسة لا تخلو من سينما، وتلك لعرض الأفلام الخاصة بتثقيف التلاميذ عن نظافة دول العالم، والعمران الذي فيها، وكانت بإدارة ناجي الشكرجي وهو شقيق عازف القانون حسن الشكرجي.

اللجنة التربوية ومرشد الصف.

المعلمون بحسب الصفوف؛ معلم الفنية، جواد السنجري، العربية والدين، عناية الحسيناوي، التاريخ، جواد الضائع، العلوم، حسين علي لطفي، الرياضيات، خالد عبد القادر، درس الانكليزية الذي تم اعتماده كمنهج في الصف الرابع الابتدائي، حسن غانم، الرياضة، محسن حسون.

أيامها، المعلم كنّا نخشاه، الشعر كنّا نتلذذ فيه، الحياة كان لها معنى، المحلة كانت آمنة، الادارة المحليّة، تلك المنطقة السكنية؛ بيوت تم توزيعها على موظفي البلدية والري بإيجارات زهيدة، الحدائق وبضمنها تلك التي تنتصف الشارع، مثلما تلك التي نتنعم بخيراتها في البيوت؛ النخيل وتلك التمور، الفواكه، والخضار من كل صوب الموز، الرمان، الرقي، الخيار، حتى أشجار القطن، كل الأصناف يتم زراعتها في ارض تنعم بالعطاء.

في ذلك الزمان لم تكن توجد سرقات، اوجرائم اختطاف، الفقراء ننتمي اليهم، كما ينتمون إلينا. الحياة كانت آمنة، والحراسة بإدارة حارس وَاحِد، دوائر الدولة، المخاطبات، الانضباط الاداري والاخلاقي يجعل النفوس مطمئنة آمنة، مثلما ذلك الشعور الفطري بالانتماء والمحبة.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم