صحيفة المثقف

شذرات فلسفية في الحياة والوجود (2)

علي محمد اليوسفتمهيد: كنت نشرت على صفحات موقع المثقف الغراء وموقع كوة الفلسفي المغاربي الجزء الاول، من هذه الشذرات الفكرية والفلسفية، والتي اصبحت فصلا من كتاب يصدر لي قريبا بعمان، وفيما يلي الجزء الثاني، وهو تلخيص لبعض الافكار الفلسفية التي اخذت شكل المقطوعات المركزّة التي حاولت ان اوجزها بومظة فكرية، بما لم استطع تضمينه في سياق مقالة، وربما يوجد تناص وثيق الصلة في ثنايا كتاباتي ومقالاتي في الفكر الفلسفي مع هذه الشذرات، متوخيا متعة القراءة لها، وأربأ بنفسي التفكير ان اجعل منها آراءا فلسفية مقتبسة او لها مرجعية فلسفية لم اشر لها، فهي اجتهاد شخصي اتمنى ان يحظى بقبول من اجدهم مهمين في استلهامي هذا النوع من التعبير.

- ماذا لو اكتشف الفنانون التشكيليون ان فن التجريد المعاصر، وفن اللامعنى او فن اللامفهوم وغيرها من الصرعات الفنية في فنون التشكيل، لا تقول شيئا اكثر من هلوسة فانتازيا وتلطيخ الوان وتوزيع الكتل والفراغات والخطوط الخالية تماما من اي مدلول تواصلي، اكثر من غباء اثرياء اسواق مزايدات بيع وشراء اللوحات والمقتنيات الفنية والتشكيلية.

- ماذا لو اكتشف الفلاسفة في قادم الايام ما اكتشفه جورج مور وبرتراند رسل، ان فلسفة اللغة المعاصرة، تهويم يمسخ اللغة كبنية معرفية تواصلية تقوم على النحو والبلاغة وتفكيك الكلمات واصوات الحروف، وادخالها قسرا في نفق الفلسفة، وتعطيل دورها الحقيقي في الحياة وقضايا الوجود المصيري للانسان. الفلسفة ليست لغة فقط، بل هي مباحث معرفية وجودية تتوسل اللغة التعبيرعنها ولا تتحمل اللغة وزر تقصير واخطاء الفلسفة.

- تتخلى ملائكة الارض عن براءتها الانسانية ورسالتها بالحياة، اذا ما وجدت المحيط بها موبوءا بكل انواع الانحطاط  واخلاق الحثالة من البشر.

- كرامة الانسان لا تحفظها طيبة القلب واخلاق الملائكة، لذا اجد مقولة ميكافيلي صادقة تماما  (الانبياء غير المسلحين يخفقون دوما).

- كم هو عدد الذين اصبحوا في سني الكهولة والشيخوخة يتمنون تصحيح مواقفهم تجاه اخطاء كانوا فيها ضحية نفاق ودسائس فاشلين بالحياة،  وضحية سلوك حثالة مجتمع جعلوا من حياة المبدعين الحقيقيين جحيما.

- يقظة الضمير هبة روحانية لا يتمتع بها ولا يعرف ممارستها بهائم تمشي على قدمين.

- نظافة الضمير قرين المبدأية بالحياة، لذا لا يمتلكه من اعتاد اخلاق القطيع.

- لا يضمن الانسان كرامته الانسانية وسط محيط الحثالة الاجتماعية الذي لايكون في مفردات تعاملهم قيما اخلاقية يمكن الافادة منها وافادة مجتمعهم بها.

- الامجاد الزائفة الكاذبة بالحياة تستقي جذورها دوما من مستنقع الرذيلة، وادامة دورة حياتها مستمدة من اخلاق الحثالة الاجتماعية.

- نفاق القطيع لا يغيّر حقائق الاشياء.

- انعزالية تحفظ لك نقاء الضمير افضل الف مرة ان يحتويك نفاق القطيع.

- الالحاد قلق وجودي لا يغيّر حاجة الانسان الى التدين بمعناه الروحي الاصيل، ويدخل الانسان في خواء لا مخرج منه.

- الصمت لغة حوار العقل مع  ذاته داخليا، وتفكير الصمت ذهنيا بدون لغة تعبير عن الموجودات والاشياء يتم ادراكها تخييليا فقط،والصمت تفكير لا يلغي دور العقل في تنظيم وضبط الخيال، كي لا يكون هلوسة وهذاءات اصوات بلا معنى.

- اذا كان الله وجودا متعاليا على الادراك والفهم الانساني المحدود، لذا لا يمكن للانسان ادراك الله اللامتناهي وغير المحدود لا بصفاته ولا جوهره ولاماهيته كوجود بذاته، ولا زمان ولامكان يحدّه، الا بملكة الخيال الايماني الانساني فقط، كما ان المحدود العقلي في الانسان يعجز ادراك غير المحدود اللانهائي المقدس لا بالصفات ولا بالوجود ولا بالماهية.ولا يشترط هنا الخيال على صواب في التفكير لان مرجعية العقل في الاحتكام لها غائبة.

- الانسان كينونة وجودية تمتلك وجودها الظاهراتي والعقلي وماهيتها التي هي مجموع صفاتها وكيفياتها كانسان،  تجعل منه هوية جوهرية ماهوية مستقلة. وفي هذه الخاصية يتأكد استحالة الاتحاد غير القابل للتسوية بين الوجود في ذاته، والوجود من اجل ذاته، اي بين الخالق الالهي والمخلوق الانساني كما تدّعيه الصوفية في تغاير (كيفيتين) احداهما روحانية لا يدركها الانسان هي الخالق، والاخرى مادية تتمايز ذاتيا مع غيرها بقوانين الطبيعة زمكانيا وهي الانسان، ولا تلتقي كيفية الانسان المادية الا مع كيفيات مادية تتجانس معها في كل او بعض الصفات والماهيات.

- كل متفرد متعال موجود فوق الزمان والمكان هو خارق لقوانين الطبيعة بما لا يستطيع ادراكه العقل الانساني، لذا فهو غير موجود انطولوجيا بالنسبة لغيره المتناقض مع وجوده ماهويا (الانسان)، وهكذا يستطيع الانسان ادراك وجود الخالق في ذاته فقط وليس ادراكه في غيره من الموجودات التي تعقل او لا تعقل ذاتها.

- الصمت لغة حوارية داخلية في الذهن العقلي المفكّر فقط، وصمت الحيوان (عدما) غير متعيّن في الذهن والتفكير، يغيب عنده وعنه العقل في فعاليه تنظيمه الخيال الذي هو خاصية انسانية فقط، بواسطة التعبير اللغوي او التعبيرالفني او التواصل المادي، كما يفعل خيال الانسان المنتج مع ذاته ومع المحيط والاشياء ومع النوع من جنسه.اي ان الانسان يفكرعقليا ولغويا وهو صامت يتخّيل حاضره ومستقبله، وهذا غير متاح للحيوان مطلقا.

- اكثر الاموركراهية ومقتا في الثقافة وكراهية في السلوك هي تبادل المجاملات الرخيصة في تسويق الفشل الثقافي، ومحاولة بناء ثقافة تقوم على التزوير والاكاذيب، لتكريس لا معنى الثقافة الحقيقية الابداعية، التي تشق طريقها بصعوبة كبيرة في مسارات الدفاع عن وجودها، قبل انجاز مهمتها تبديل قناعات بالية اجتماعيا.

- لغة الخيال هي قسمة مشتركة بين الفلسفة والشعر، باختلاف ان لغة الفلسفة تخضع لسطوة العقل المنطقي في لجم الخيال ان يكون تهويميا،بينما الشعر يعيش ويخضع لمرجعية تنظيم اللغة وتنظيم خيال اللاشعورجماليا فنيا ايضا بعد برودة عاطفة الشعر وبرودة تهويم اللاشعور العقلي في تدوين  النص مسموعا او مكتوبا او جماليا ممثلا في لوحة فنية وفي جميع انواع التشكيل الفني التي  تكون اللغة فيها في حالة كمون يستنطقها المتلقي المشاهد.

- عبقرية اللغة سابقة على الفكر رغم ان انتاجية العقل للفكر سابق على انتاجية العقل اللغة، وفي حالة الصمت تكون اللغة هي الفكر، والفكر واللغة داخل الذات هما حوار غير معلن لشيء واحد، ويفترقان(اللغة والفكر) عن الخيال العقلي، والتمايز الدلالي بينها ايضا، متى ما اصبحت الفكرة واقعا ماديا معبرا عنه لغويا يدركه الاخرون.

- كل عمل شاق جادا يقود الى نتيجة لا تزول بسهولة،وكل عمل ساذج ينتهي في ولادته قبل وفاته بحتمية زوال وجوده الطاريء التافه من الحياة.

- اذا كانت الصفات السيئة مثل الانانية والغيرة والحسد، غرائز متأصلة بالانسان، فسوف لن يجد الانسان قيمته الحقيقية بالحياة دون التخلص منها.

- اجد ان الثقافة الحقيقية ليس في مهادنة ترسيخ المخطوء في الحياة على انه من حقائق الامور المفروضة الواجب الاستسلام والانصياع لزيفها،بل في الاصطراع الحتمي معها وفي الاصرار على تغييرها.

- قيمة الانسان الحقيقية هي في تحرره من غرائز الغيرة والانانية والكراهية والنفاق التي تسلبه الموقف المبدئي الصائب بالحياة، وتمنع عنه ان يعيش حياته في نظافة الضمير المتطابق مع حقيقته الانسانية الاخلاقية ضمن مجتمع يروم خلقه وتجديده باستمرار.

- اسمى قيمة يحققها الانسان في الحياة حين يتطابق مع ضميره في مناصرة الحق وقيم الفضيلة والخير ويترك اثرا في نفوس وسلوك الاخرين.

 

- خسارة لا يمكن تعويضها ان يبيع الانسان ضميره في وقت لا يمتلك غيره رصيدا متبقيّا من اجله يعيش الحياة.

- الثقافة الحقيقية لا نجدها الا برفقة الضمير والاخلاق لها في حاملها، وليس في سوق المزايدات الكاذبة في محاربة المبدعين، بوسائل الغيرة والانانية والنفاق الرخيص، وهي مسالة تشكو من استشرائها الفاسد كل الاقطار العربية.

- لا اجد الثقافة الحقيقية الهادفة تهادن المخطوء في ترسيخ ثقافة السطحية والابتذال على انه واقع مفروض لا يمكن الخلاص منه، وبذلك نجد معظم مثقفينا يسلكون طريق التيار الخاطيء في عدم وصولهم الهدف الذي وصله غيرهم من امم وشعوب الارض في تعميم قيم الخير والعدالة.

- في بغداد كما في غيرها من محافظات العراق وعواصم وبلدان الوطن العربي لا نجد المحسوبين على الثقافة، يتبنون ثقافة صادقة هادفة تبني الانسان في مراجعة وقراءة والتماس سبل الخلاص من واقع ثقافي يسوده الزيف والفساد والمجاملات، ربما اكثر من الفساد السياسي وفي غالبية مناحي الحياة.

- الحياة مواقف صادقة ونبل اخلاقي رفيع، لا يمكن ان تجده في اسواق النفاق والتضليل ودعم التخلف ومحاربة المثقفين الجادين في مجتمعات تجد التخلف رصيد ارضي لا تفرط به لانه سبب وجودها الزائف، وهبة اولياء نعمتهم التي تقوم بتقديسها على عكس قيم السماء التي لا ترتضيها.

.

- قيمة الانسان الحقيقية ان يترفع عن الغيرة والانانية والنفاق وبيع ضميره، وهي مهمة ليست سهلة وفي متناول الامنيات، بل هي صراع مع النفس وصراع مع قيم مجتمعية بالية متجذرة  تمّجد الزيف كما تمّجد المقدس في الحياة على هامش كل قيمة حقيقية تخدم التقدم بالحياة.

- من لا يستحقون صداقتك في نظافة الضمير وقيمم الانسان، غير مأسوف عليهم اخراجهم من حياتك وتطويهم في غياهب النسيان، فهم خلقوا لاناس مثلهم وليس لامثالك من الناس.

- ليس من الحكمة ان يظهر المثقف بمظهر الحريص على اصلاح مجتمعه وهو الاولى بمراجعة نفسه واصلاح عيوبه. مع الاسف كلنا في مجتمعاتنا العربية الاسلامية نعيش هذه الازدواجية التي احتقرها العالم في تقدمه ونحن حريصون على عدم اضاعتها في تجذير تخلفنا اكثر. وفي هذا المعنى البليغ الذي خانتني اللغة التعبير عنه جيدا يقول برناردشو: ان اعظم المصلحين في العالم هم الذين بدأوا بانفسهم.

- لا تطلب حاجتك من لئيم فهو لا يلبيها لك، ولا تستطيع استرجاع كرامتك

منه.

- الانسان ذات وموضوع يتبادلان الادراك بالتناوب.فالانسان يدرك الموضوع في وعيه العقلي او الخيالي. والانسان يدرك ذاته بذاته عقليا ايضا.والموضوع لا يشترط  ان يدرك ذاته الا بشرط علاقته بمن يدركه وهو الانسان، اذا كان وعي الذات ووعي الموضوع من نفس النوع.بمعنى ان يدرك الانسان غيره من البشر لا غيره من الكائنات في الطبيعة والعالم الخارجي. فهنا لا يكون الادراك بين الذات والموضوع متبادلا، بمعنى ان الانسان في هذه الحالة يدرك موضوعه، لكن موضوعه لا يدرك الانسان ولا وعيه به كموضوع.

- في تحول اللاهوت او الفكر الديني الى ايديولوجيا دينية سياسية، ذلك يجعل من الايمان الديني متعذرا اخذه من رجال الدين والفقهاء فالايمان بالله لم يعد اليوم بحاجة الى وسيط قام به الانبياء على مر التاريخ والعصور وانتهى دورهم.

- الوجود الذي يعقبه عدم لا يسبقه عدم،والا كان ليس موجودا.بمعنى ان المادة لا تفنى ولا تستحدث نفسها عقليا تجريبيا، وانما يمكن ان  تستحدث ايمانيا روحيا فقط في خرق قوانين الطبيعة ومفهومي الزمان والمكان في التسليم الايماني بها.

- خطأ الاعتقاد امكانية الاتحاد الصوفي او الذوبان في الذات الالهية في الاديان تقوم على امكانية اتحاد (كيفيتين) مختلفتين في هوية مؤقتة واحدة اثناء المرور بالتجربة الصوفية والعودة كلا منهما الى كيفيته المتمايزة عن الاخر بعد انتهاء المرور بالتجربة التصوفية، وهو يستحيل ماديا وروحيا ايضا.

- الفهم الاسبينوزي لمذهب وحدة الوجود في ابسط عبارة له ان الله هو الطبيعة في كل شيء، وبالعكس ان الطبيعة في تنوعها وظواهرها وقوانينها هي الله.وهو تعبير لايمكن التسليم به ما لم يتم الغاء وجود احدهما من اجل اثبات وجود الاخر.فهما(الله والانسان) كيفيتان مختلفتان طبيعة وجوهرا، وافتراض اتحادهما يستلزم عدم ادراك واحدا منهما على حساب تغييب وجود الاخر.

- فكرة وحدة الوجود في المسيحية مرتبطة ارتباطا وثيقا في اللاهوت الديني في ولادة المسيح ومعجزاته وقيامته كخوارق فوق طبيعية ربانية، اكثر من ارتباطها في الصوفية المسيحية وبالاشراق التصوفي في ان يحقق الانسان حلمه ان يكون جزءا مؤقتا من الذات الالهية في سعيه وسلوكه مدارج العرفان والحال غير الطبيعي الخارق لنواميس للطبيعة، كما في الصوفية الاسلامية والبوذية والهندوسية.

- لا بديل لنا عن السعي تحقيق مجتمع تسوده ثقافة الضمير النظيف، لنتجنب السقوط في لا معنى الحياة، وجحيمها الارضي، فمباديء التقدم الحضاري نخبوية دائما تسعى تعميمها على المجموع، والنخبة مستهدفة من السلطة والمجتمع ولا فرق بين قساوة وغباوة الطرفين في استهداف الفكر التقدمي وحامله.

- الظاهرات الثقافية الصوتية، ومجاملات الرياء في الفيسبوك والموبايلات لا تبني ثقافة ولا تصل نتيجة تحقق ادبا رفيعا وثقافة رصينة.

- اعتزال المثقف الحقيقي ليس اتقاء شر الضوضاء، وسماجة التعامل الثقافي، ونفاق المجاملات الرخيصة، بل اجتناب بناء امجاد ثقافية فارغة يتم تداولها كانها طماطة في سوق الخضروات تنتهي صلاحيتها بعد ايام.

- لا يهزم الظلام الا نور المعرفة، ولا يهزم نور العقل الا تعميم الجهل.

- اذا اردت مصادرة عقل انسان ومنعه من التفكير العلمي في الحياة، اسحبه الى مناقشة امور الميتافيزيقا واشكاليات المذاهب الدينية وخلافاتها ايهما اقصر الطرق التي توصل الى الجنة.

- من الممكن ان يكون وعي الانسان لذاته متداخلا مع وعيه الموضوع، المدرك من غيره ايضا،ولا يكون الموضوع مدركا لذاته كما الانسان الا في حال اكتساب الموضوع وعي الذات هو الاخر لنفسه في استقلالية مدركة لوحدها. اي ان الانسان يعي ذاته، ويدرك موضوعه سواء اكان من نوعه اوكان الموضوع مخالفا لجنس الانسان.قدرة الانسان على ادراك انسان اخرمن نوعه، وادراكه لموضوع من غير نوعه لا مشكلة فيه، لكن اذا كان  الموضوع لا (انسيا) فهو لا يستطيع ادراك ذاته ولا ادراك موضوع من نوعه او من غير نوعه، لذا يكون وجودا في ذاته فقط.

- استبعاد فلسفة اللغة مباحث الوجود الانساني ومناقشة مصيره وقضاياه، جعل ويجعل من مباحث الفلسفة (علوم لغة) لا قيمة حقيقية لها سوى في قواميس اللغة، وجعلت مباحث الفلسفة تحتضر اليوم ومستقبلا سريريا.فاذا تتهم اللغة عنذ فلاسفة اليوم انها تخون توصيل المعنى، فالتقصيروالخيانة لا يكون في عجز اللغة التوصيل الامين، وانما العجز في قصور الفكر الذي اصدره العقل ولم تتمكن اللغة التعبيرعنه باكثر من محملات النص.

- اصبحت علوم اللغة نسقا لغويا تجريديا نظريا تقوم عليه الفلسفات الحديثة لعل ابرزها البنيوية والتفكيكية التي نجحت في ادخال مباحث الفلسفة المعاصرة في نفق الاختلافات اللغوية حول اهمية قضايا اللغة كأدب وليس الانسان كوجود وقضايا مرتبطة معه، واصبح من مهام فلسفة اللغة مركزيا مناقشة اشكاليات اللغة من حيث هي وسيلة تجعل من شكلانية الادب تجنيسا ادبيا مستقلا بذاته لا علاقة تربطه بمباحث الفلسفة. واصبح اليوم من غير المجدي مناقشة مركزية اللغة في توكيد هوية الادب التجنيسية في وقت كانت بدايته قبل خمسة قرون على يد الرومانسيين في دعوتهم واقرارهم تداخل الاجناس الادبية والغاء حواجز التجنيس التي تفصل كل عمل ادبي عن غيره.

- اجد من الغباء المطبق ان يعظ الانسان غيره بما لم يتعظ هو به.

- الانسان الذي لا يشاطرك نظافة الضمير، هو انسان مخلوق لغيرك من امثاله.

- ان يتراجع الانسان وسط مجتمع موبوء يعني ان يعدم فرصته بالحياة.

- ليس مهما ان يفكر الناس مثلك، بل الاهم ان لا تفكر مثل بقية الناس.

- ان نعامل الناس كما يرغبون معناه ان نفقد قيمة ما نرغب.

- لا تأمل خيرا بمجتمع ناصبك العداء في حياتك ليمنحك الثناء بعد مماتك.

- قليل من الناس لا يعرف نفسه من خلال الاخرين.

- قذارة شريحة مجتمعية لا يلغي نظافة مجتمع.

- ان يكون الانسان في وجوده الحقيقي، هو ان لا يكون في وجود مجتمعي زائف عار عن كل قيمة اخلاقية يتعذر عليه مجاراتهم النفاق والسكوت.

- شيء واحد لا ينفع معه الندم حين تضع ثقتك في شخص حثالة.

- لنا مرة نحيا واخرى مع هجرة النوارس والطيور نرحل غير عائدين.

- الحقيقة ليس ما نسعى بلوغه بالواقع، بل ما ينبغي ان نعيشه في الحياة.

- الحقيقة عدم وجودي نبلغه بالاحلام ونفقده بالحياة .

- كل خارق لقوانين الطبيعة،لا يتم ادراكه في الزمان والمكان، يستحيل ادراكه عقليا، فهو اذن وجود بذاته، مستقل مستعصيا ادراكه انسانيا او وجوديا.

- الدال او اللغة هي التي تقوم في تحديد مواضيعها في الفكر قبل التعبير عنها كمتعينات او مدركات في الواقع الخارجي لغويا.واللغة لا تخلق مع التفكير وجود الاشياء، بل وجود الاشياء المادية وحتى الاشياء المتخيلة ذهنيا هي التي تحدد لغة التعبيرعنها.

- اللغة هي قرينة الخيال الذي يحاور موضوعه داخل العقل، قبل ان تكون اللغة قرينة الواقع والموضوعات الخارجية في التعبير عنها، فالخيال هو وعي الذات نفسها، وهو لا يتم بمعزل عن موضوع او شيء يكون مادة لتفكير الخيال به، وهذه هي المرحلة الاولى التي تتبعها مرحلة ثانية ينتقل بها الخيال في جعل موضوعه مدركا في العالم الخارجي بالتعبير عنه لغويا.

- يقول سارتر(ان الكيفية لا تصبح موضوعية اذا كانت اصلا ذاتية)، بهذا المعنى تكون الكيفية هي غير موضوعية اذا كانت تمثل احدى صفات الذات، لكنها متى ما تم التعبير عنها ادراكيا او لغويا، عندها تكون الكيفية موضوعا خارج عن ذاتيته، تدركه الذات الصادر عنها كما هو يدركه الاخرون باعتباره موضوعا عندهم، معبرا بلغة ذاتية، ليس الاخرون مصدرا لها.

 

الباحث الفلسفي علي محمد اليوسف/الموصل

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم