صحيفة المثقف

أنا خيميائي وساحر..

فتحي مهذب

أفرغت مياه البحر..

حشدت متصوفة كثرا..

هنودا بمناظير ليلية..

فرقا من الدببة المهذبة

والمارينز الأمريكي..

شياطين وقديسين..

حراس قبور أثرية..

قردة من جزر صديقة..

بحثا عن خاتم راقصة الباليه..

ضاع في قاع باخرة التايتنيك

المنكوبة..

بحثا عن مسدس نادر وهبنيه

جني من كتاب ألف ليلة وليلة..

*

ساحر

من جيبي طارت حمامة

حطت على كتفي تمثال جائع..

يشتمه جندي في مدرعة..

يرشقه ضباب عابر بزفرتين..

عبثا حاول عض يدي..

كم أضحكه هذا المشهد اليومي

حين سقطت نقوده دفعة واحدة

التقطها ثعلب هارب من فضيحة .

*

أوقفني لص

صنع جسرا من حبال المخيلة

ليصعد الى تلة رأسي..

بحثا عن اخوان الصفا..

عن هدايا ثمينة أسلمنيها

مهرب كوكايين..

لكن هاجمه بغتة أسد

كان ينام في ورشة مجاورة

لحديقة رأسي..

مكسور الخاطر .

*

صفصافة تناديني بعذوبة

الى حفل شواء..

لم أك وحدي

في داخلي ضيوف كثر

وأضغاث نساء .

*

أمسك ظلي بيدي

مثل عصا موسى

وأرتاد الأقاصي .

*

معجزتي

الدخول والخروج

من فراشة الى فراشة

على صهوة قوس قزح .

*

أحيانا

وأنا في قمة جبل النوم

أعثر فوق وسادتي

على فواكه لذيذة

وأوراق نقدية..

وبردية ممكتوب عليها

الى الجسر حيث ثمة نجمة

متقدمة في السن

تبحث عن بواب لقصرها الأبدي .

*

مطر

يبكي بصوت عال

أمام البيت .

*

غراب

يحدق في تفاصيل وجهي

من كوة الباب..

يرشقه عامل النظافة

بمكنسة..

يطلق دمعتين في الهواء

ثم يتلاشى .

*

لا أحد هنا

غير شجرة تبحث

عن رضيع جارتها

التي وقعت في الأسر..

قطع حطاب متوحش

أصابعها بفأس .

*

حزين

لأني سأفقد النهار الى الأبد..

سأضطر الى الانزواء مثل فيل

اختلسوا جرايته في قطار

يقل ثعابين ولصوصا .

*

أهداني نظارات نادرة جدا

هذا اللقلق الذي يقود دراجة

في الهواء..

ويحرك دواستيها

بجناحيه الضحوكين..

كان طيار من كوكب شقيق

يأخذ له صورا تذكارية

قبل تنفيذ الاعدام في صديقته

المتلبسة بجريمة قتل تمثال معارض .

*

بيتي يناديني

مثل أرملة تنادي ثعلبا متأنقا

في حانة..

أو مهربا على حافة نهدين خطيرين..

يناديني بأسماء القطان القدامى..

يا لعازر .. يا أيوب.. ياذا النون..

أرد بنبرة ديك يفاوض قطاع طريق..

تحت مظلة الميتافيزيقا..

أنا آخر ترجمان الحجر

***

فتحي مهذب (ايفيروس)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم