صحيفة المثقف

هي والنحل البري..

صحيفة المثقفالغزل..

تغازل عشتار طريدتها

تبكي عند مغيب الشمسِ،

ثم تلوذ بآكام الصمت ولا تتعبْ..

وتسكب مزنتها

في جوف الليل ولا تغضبْ..!!

تتحدى العالم في مشيتها

تتماوج كالريح الهاربة

من وجه النهر القادم من بحر الظلمات..

كي تترك أقدام الحب على الطرقات..!!

تتأرجح زهواً في عطر مشاعرها..

ويموج المعنى فوق طلاء أظافرها..

ويثور المغزى

يتكور ثدييها

يتحدَرُ قوس الخصر لفخذيها

نغماً كونياً يتشظى

في مجرى الملكوت..

***

(2) الاشتهاء ..

عشتار فاتنة الدنيا حين تكون..

في قلبها عجائب الظنون ..

وبحرها الحنين والشجون ..

وكلها اشتهاء..

بيضاء كانت أم سوداء

نحاسية،  خلاسية

كأنها سحابة تهيم في السماء..

تشدني كأنها تطارح الجنون بالجنون ..!!

***

(3) الغنج ..

العطرُ من ثيابها يفوح

ومن بين أصابعها تجري الأنهار..؟

فلماذا في كل مكان تنبت أزهار..؟

ولماذا النحل البري يجافيها..؟

ما هذا البوح

وهذا العطر

وهذا الغنج الطافح فيها..؟!

يهب نسيم الوادي

وتهب رياح الأمصار

تطاول السهول والربا..

وعند مدخل الدروب يرتع الصبا..

تفوح في سماءنا العطور..

حين يمرح الجمال

يجاهر الخيال

بين زحمة الطقوس والنذور..

***

(4) اللغز ..

تهالكت من حولها الدهور..

وسرها، غموضها يظل في الصدور..

وسرها أيقونة تألقت

وبوحها على الطريق

في السهول والهضاب

في الهواء

في معابد الأديان

عبر رحلة الزمان..

***

(5) النحل البري ..

الزهر والعطر والمحار

عشتار منبع الجمال والشذى

يلفُ في رحابها النحل..

فيسقط الندى

وينحني الجبل..

أطروحة في متاهة القبل..!!

*  *  *

د.جودت العاني

13 – 8 – 2013 Madrid-

قصيدة مستلة من ديوان غدق البحر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم