صحيفة المثقف

الفيلسوف أبو يعرب المرزوقي والروافض

حمزة بلحاج صالحعلى أبو يعرب المرزوقي أن يصحح إنفراط عقده وتدفقاته التي باتت خارجة على السيطرة العقلية والمعرفية والعلمية وضوابط العلم..

.. وهو فيلسوف ومفكر مسلم شهير تابعته منذ التسعينيات وأقرأ له

إن حملته التي باتت مؤدلجة ولو عن غير قصد وربما بموقف مزاجي ضد "الروافض" و"الدولة الصفوية" وهجماته خرجت عن مقاييس النقد العلمي الذي ليس فوقه لا شيعي ولا سني بل كل التراث والتاريخ الإسلامي بجميع مكوناته..

أعتقد أنه ابتعد كثيرا عن ساحة التفلسف والعلم بما أخرجه من رحاب النقد العالم إلى اكتناز حقد وحنقة تخالف سلوك الفيلسوف الحر والمستقل والموضوعي من قامة المرزوقي..

بصراحة عجبت لمواقفه المتسيسة والتي سأحفر فيها لأفهم ما خلفية الرجل وما هي مبررات هذا الموقف المظلم والتهويل والتحامل هل هو نفس-اجتماعي او نفس معرفي او سببه الانخراط في منظومة النص دون تفكيك لالياتها ونزوعها الأيديولوجي..

هل هو موقف مداهن للسعودية يقيد ويلين من حدة موقفه من السلفيات التي مارس عليها نقدا لا يمكن أن يقبل كله لكن يشهد له أنه بذل فيه جهدا معتبرا نقديا وتحليليا وابيستمولوجيا بما له وما عليه حتى ننصف الرجل..

الأمر كاد أن يتحول إلى عقدة مركبة غريبة في تشكلها وتطورها بهذه الحجوم وأصبحت مراجعته صعبة والتراجع عنه غير ممكن بعد أن بات رؤية ملازمة لصاحبها قطع بها شوطا في اتجاه اللارجوع..

خسارة يا مولانا هذه اليقينية والوثوقية والحسم والقطع من غير هامش تخطئة وإمكانية مراجعة إنه نزوع وثوقي اقنومي أرثدوكسي محكم الإغلاق..

أتمنى أن تمارس النقد بأفق الفيلسوف المتحرر يا دكتورو بروفيسور المرزوقي..

.. على فكرة بعض نقدك للشيعة أوافقك عليه لكن بطريقة أخرى ولا أوافقك على الكثير منه

بصفتي من حيث الموقع المذهبي سني مالكي بالميراث أجد عند السنة من التناقضات والعيوب الكثير وعند الشيعة ربما أكثر..

نحن نتعبد لله بأركان الإيمان الكبرى لا بفروع تضخمت في عقول السنة والشيعة فباتت "أصولا" بل منها ما تحول إلى مرتبة الوحي الملحق بالقران..

لكنني أنا مثل صديقنا الراحل الترابي رحمة الله عليه الذي عرفته عن قرب والذي سئل إن كان سنيا أو شيعيا فأجاب لست سنيا ولا شيعيا..

كن مسلما يا بروفيسورأبو يعرب فذلك يكفيك وينجيك ويجعلك منصفا وقريبا من الحقيقة..

ومارس نقدك العالم بتحررو متجاوزا كل السجون والأفكار المستقيلة وشطط القوميات والنزعات العرقية وأسطرة التاريخ المفخخ..

وإنني أكبر فيك دور المثقفا العضوي الذي يحاول الإستقلال بموقفه الإيبستمولوجي بعيدا عن سطوة السياسة وهيمنات الخليج والسعودية ..

فتحية لك لكنني أرى تيارات جارفة تعكر صفو موضوعيتك وحيادك...

 

حمزة بلحاج صالح

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم