صحيفة المثقف

الأديب شمس النفوس

خالد جودة احمدالأديب شمس زاهرة ترسل أشعتها الرقيقة على النفوس، مزيج من ذهب براق وفيروز من معاني الخير والعطاء، معان دافئة من شلال متدفق من ماء عذب زلال يشفى صدى الظمآن.

الأديب قطرة من نور خيط من شعاع الحب، لمسة فرشاة ساحرة على لوحة وجدانية رائعة التكوين.

يقول الأديب الحزين الفذ "المنفلوطى" فى (النظرات):

" الأدب ليس سلعة من السلع التجارية لا هم لصاحبها سوى أن يحتال لنفاقها في سوقها، إنما الأدب فن شريف يجب أن يخلص له المتأدبون بأداء حقه والقيام على خدمته إخلاص غيرهم من المشتغلين ببقية الفنون لفنونهم "

ويقول الدكتور محمد حسين هيكل في كتابه (ثورة الأدب):

" الأدب فن جميل غايته تبليغ الناس رسالة ما في الحياة والوجود من حق وجمال بواسطة الكلام والأديب هو الذي يؤدى هذه الرسالة "

والأديب يمتلك داخل روحه لوحته الفنية من أفكاره وأحاسيسه يزين بها جدران قلبه الأخضر وذلك هو سبيله كي ينفع الآخرين،

يقول "العقاد" في مقال له بعنوان (الإصلاح الأدبي):  

"إصلاح الآداب هو إصلاح لحياة الأمة وحل مشكلاتها وتصحيح التعبير عن حياتها الحاضرة والمستقبلية ويمكن الحكم على صلاحية هذا المقياس وجودته بمدى ما يقدمه الأدباء من فن رفيع لخدمة الأمة وما تتصف به نفوسهم من خلق كريم"

ويصف أحد الكتاب قدر ما يقدمه الأدب والأدباء من اثر في العقول والقلوب فيقول:

" بين كل المسارح التي تتقلب عليها مشاهد الحياة ليس كالأدب مسرحا يظهر عليه الإنسان بكل مظاهره الروحية والجسدية ففي الأدب يرى نفسه ممثلا وشاهدا في وقت واحد ... وهناك يشاهد نفسه من الأقماط حتى الأكفان ...

وهنالك يرى أدواره المتلونة بلون الساعات والأيام هنالك يسمع نبضات قلبه في نبضات قلب سواه، ويلمس أشواق روحه في أشواق روح سواه ويشعر بأوجاع جسمه في اوجاع جسم سواه، هنالك تتخذ عواطفه الصماء لسانا من عواطف الشاعر وتلبس أفكاره رداء من نسيج أفكار الكاتب فيرى من نفسه ما كان خافيا عنه وينطق بما كان لسانه عيا عن النطق به فيقترب من نفسه ومن العالم ...

فرب قصيدة أثارت فيه عاطفة من العواصف أو مقالة تفجرت لها في نفسه ينابيع من القوة الكامنة أو كلمة رفعت عن عينيه نقابا كثيفا أو رواية قلبت إلحاده إلي إيمان ويأسه إلي رجاء وخموله إلي عزيمة ورذيلته إلي فضيلة "

وهكذا فالأديب شمس تشرق على النفوس وتنير جنباتها المظلمة وتؤسس بها المتعة والقيمة معا، ما أروع الأدب. أيها الأديب عملك الأدبي لوحتك الفنية، وويل للمعنى والفن إن ضل الأديب في لمسات فرشاته الإنسانية على لوحته الوجدانية.

 

خالد جوده أحمد  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم