صحيفة المثقف

أوجاع غريبة

صبيحة شبرلم أفهم يوما كيف تفكر النساء؟؟ تجد الواحدة منهن هادئة، لطيفة،، حيية،، وإذا بها تنقلب فجأة لأمر يبدو تافها، وتصبح نمرة شرسة، ولبؤة لا تستطيع أن تمسك لها اللجام، لم يمنحني الله شكلا لطيفا، استميل به قلوب الجنس اللطيف،، ولم امتلك قدرة على قول الكلام المنمق اللذيذ،، التي يقولون أنها تستهوي النساء، وتجعل أعناقهن تميل، كما إنني ومنذ ولادتي كنت فقيرا معدما، خائبا، غالبا لااستطيع معرفة كيف يكون التصرف الصحيح، ولا أتمكن من التمييز بين الجد والهزل، وقد منحني الله شكلا يعبر دائما عن شعور باللامبالاة، جعلني اظهر أمام من يعرفني،، ويجهلني أنني لا اهتم بشيء من الأشياء،،التي تحدث من حولي،،

 أحببت نساء عديدات،، لا اعرف كيف أجد نفسي واقعا في الحب، ما إن تبدي إحداهن عطفا نحوي، حتى أجد نفسي متيما بحبها،، أذوب عشقا وهياما، وكل النساء اللواتي أحببتهن، لم تلتفت إحداهن لشخصي، كنت أقوم مسرورا بما يكلفن به من واجبات،، البحوث الأدبية كنت أقوم بكتابتها سعيدا، لان واحدة من ذلك الجنس الساحر،، طلبت مني ان اكتب لها، تأخذ هي النجاح الباهر لجمال كتابتها، دون ان أتمكن انا من الكتابة لي،، بالشكل الجميل الذي اكتب به للنساء، تأتيني الحسناء، او من كنت أطلق عليها هذا اللقب، لجمال أراه فيها،، ولا يشاركني احد في هذه الرؤية،،تأتيني الواحدة منهن مرحبة، وتحدثني بقصة تسبب لها لوعة، إنها تعجب بأحد أصدقائي وتهيم به حبا، دون ان يبالي بها، يجدن عندي الثقة والاطمئنان،،فلم افش لواحدة منهن سرا، وهي تسمعني حكايتها، أحيانا تسرق الواحدة منهن المتعة بين أحضان رجل مرتبط، وأنا أقوم بالمحافظة على سرها،وكنت اجد الواحدة جريئة،، لا تتورع عن إعطاء الحبيب أي شيء يريد دون تفكير بالعواقب، لم أحدث إحداهن برأيي وان كنت احرص على المحافظة على ثقتها بي، لماذا استنكر تصرفا جريئا من إحدى النساء؟ والرجال عادة يقدمون على تصرفات أكثر جرأة،، واشد مدعاة على الاستنكار؟ وكيف نطالب بالمساواة بين الجنسين ونحن نستكثر على المراة ان تقوم بالحب عمليا، وليس نظريا كما هو المألوف

حدثت النساء عن حبي لهن، واهتمامي بهن، وكنت أتمنى ان تبادلني إحداهن شعوري وتعاملني بالمثل، كن يضحكن حين يستمعن الى اعترافي لهن بالحب، نتعالى القهقهات من أفواههن بصوت عال ويقلن لي :

- نحن أصدقاء، دعنا نبقى أصدقاء

كنت أتساءل عن السر الذي يجعل الواحدة منهن تقدم على الحديث،، بكل ما تقوم به من أعمال وهي حريصة على الا يعرف احد بالأمر، خبأت في نفسي ما أراه منهن من جبن،، وعدم قدرة على مواجهة الأمور، انا مثلا ان قمت بمثل هذه الأعمال سوف افتخر بشجاعتي،، وأنني مرغوب فيه من الجنس اللطيف، ولكن كيف يمكنني التحدث وكل واحدة اعبر لها عن حبي،،تقول لي بعد ضحكتها المتواصلة

- نحن أصدقاء

صديقي حسام مثلي تماما، وان كان أكثر مني وسامة وغنى،، واقرب الى قلوب النساء، فهو خبير في قول الكلمات الجميلة،،التي يستطيع بواسطتها،،ان ستميل قلوب الحسناوات،، ويتصرف بمهارة تعجب المرآة عادة، كان يدعها تسير أمامه مثلا،وان يسرع بفتح السيارة لها، ثم يدور تلك الدورة الطويلة ليركب هو من بعدها، او يحمل هو الاغراض التي تقوم المراة بشرائها حين تذهب الى التسوق، انا لااجد هذه الأمور مجدية، لماذا اخبيء رغبتي الحقيقية داخل نفسي، لماذا ادع المراة تسير أمامي وهي التي تطالب بالمساواة، لأدعها تسير خلفي مرة،،وعلى يميني مرة وثالثة على شمالي، هذه الأمور لا تستدعي الاهتمام،،ان كانت المراة صادقة في دعوى المساواة،،سوف لن ترضيها هذه التصرفات،،التي يقوم بها بعض الرجال عادة،وأنا حريص على تبيان الجانب الجاد من شخصيتي، الم يقولوا إن المراة تحب الرجل القوي الذي يريها العين الحمراء

ورغم صداقتي للعديد من النساء فانا لا افهم المراة وأستطيع ان أبين هذا العجز عن الفهم لم لا ؟؟ رجال شجعان أفذاذ عبروا عن رأيهم،، بان المراة مخلوق غامض، مع ان الله قد وهبهم الصفات الجميلة التي تعشقها النساء، ولم يجعل حياتهم تخلو من الحب الجميل مثلي، أنا من يتظاهر بالمرح والرضا من حالته وقد منحني الله،،شكل محلوق غير آبه لشيء، أتظاهر بالفرح والسرور،، وكأنني مهرج يقوم برسم ابتسامة السعادة على وجوه المتفرجين، أثير الضحك بقصصي التي لا تنتهي والنساء يثقن بي، لكن ما ان اعبر للواحدة منهن عن ولعي بها، حتى تنطلق تلك الضحكة المجلجلة، ثم تقول

- نحن أصدقاء، دعنا نظل أصدقاء

استمرت حياتي هكذا، أتبادل الضحك والابتسام، احكي النكات التي تثير الضحك المقطع للأنفاس، حتى تعرفت عليها، أحببتها كعادتي مع كل امراة تقع عليها عيناي، كانت على النقيض مني تماما، جميلة وأنيقة وتحسن الحديث، ظننت انه يمكنني ان أحدثها بحبي وهيامي، وأنها المراة الوحيدة في حياتي، لتنطلق تلك الضحكة التي ما وجدت لها تفسيرا

- نحن أصدقاء،، لنبق أصدقاء

وتظل تحدثني كما الأخريات عن مغامراتها مع الرجال، ولكن الذي أثار حيرتي، وخلق لي المزيد من القلق،، أن تلك المخلوقة قد استمعت الى اعترافي بلهفة، وكأنها متعطشة الى سماع مثل هذه الأحاديث، وانها قد صدقت كما يبدو انها المرآة الوحيدة التي أحبها، وكيف يمكن ان تدرك إنني لا اعرف كيف احب ؟ وان من يحب الآخرين،،عليه ان يحب نفسه أولا

اكرر القول ان المرأة مخلوق غريب من العسير جدا ان نفهمه، ومن المتعذر الإلمام بكل الجوانب التي تكون تلك الشخصية،،اللطيفة والعنيفة والجريئة معا، وأنني من المحال ان أغير عادتي في عشق جميع النساء، فانا عاجز عن إرضاء أي امراة

***

صبيحة شبر

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم