صحيفة المثقف

نزق الليالي ..

صحيفة المثقفلـ فاتنتي أكتبُ الشعرَ

وأخطُ  قافيتي فوقَ صخرٍ

أُحَذِرُ أنْ تقلعيهْ ..

هذا الشغاف اعتلى قمة الشوق

وهمَ يسيرُ ولا يرعوي

من وحشةِ الليلِ بينَ الدروبْ..

خذي حِذرُكِ حينَ تسيرين فوقَ خطوي

فلي في البراري طقوسٌ تراقصُ كل النجوم

وإيقاعها ينهش القلب لا تسمعيه ..

أخاف عليك نسيم الصباح

فزمي الشفاه

واقرئي حجبي يا توأم الروح

سيري على الدرب رغم هذا الشحوب ..

ورغم الزمان الذي من حولنا

بات مسخاً

يكتسي جسمه شَعْرًا

وعند أطرافه نمت مخالب وحشٍ

دعيه يأكل راحتيه وأحشائه فلا تمنعيه ..

*  *

حذارِ من الصمتِ في نزق الليالي

وغني على قارعات الطريق

نرى الحلم

قد حَفْهُ جبلٌ من جليد

يذوب بشوق القلوب الحزينة..

فلا تسأمي من طقوس الهوى

ولا تيأسي

إليكِ راحلتي إن تعبتِ

دعي ظلك يقتفيني

دعيه يلاحق صمتي المشبع  بالدعاء..

إذا ما تعذر أن أداوي الجراح ..

طويلاً عسى أن يطل الصباح ..

فكنتِ دليلي غداة الرحيل وكنتِ الضياء ..

سكبتِ على الجرح دمعاً

يفيض اشتياقاً

كأن الرياح تعاند أجنحة النسر

فوق السحاب ليُلْهِمَ قلبي نداء الرجاء ..

لعل قافيتي تجاهر

كلما تهت في عقيق العيون

أفتش عن ساحل أهتدي

فهذي الصخور

وتلك النوارس

تهيمُ على وجهها

في نوبة العشق تمضي بدون نداء ..

يا حبيبتي قلبي، ويا وجعي

فأنتِ من يقتفيني  في سكونِ الليالي

فأنتِ من يصيب الحقيقة ..

تعرفين عَدَ ضلوعي

تعرفين الهوى منذ الخليقة ..

أيتها المرأة ما زلتِ تناجين

الهوى والوجدُ يقتات وريدي

فدعي الهاجسَ يلهو في نواعيرِ الهوى

فلنا في الهَمِ يجترُ الفجيعة ..

في زمانٍ مارس العالم فيه الخديعة ..

لعبة حمقى تجافي حبنا الغافي فهل تفجعيه ..؟

فأنا أحمل في ذاكرتي

رسماً لملهمتي

يختزن الصمت ويمشي

قد يبرأ أوجاعي في قلبي، فلا تخدعيه ..؟!

واحذري سطوة الصمت

وشدي الرحال لمحرابي

عسى أن يستفيق الصباح

على ظله يتخطى النسيم

ففي القلب حزن

وفيه هيام

تظلين فاتنتي في الحلم هل توجعيه ..؟!

أحدق فيك اشتياقاً

وتبقين حلماً

يطاول ذاكرتي

في عنانِ السماءِ..!!

*  *  *

Lisbon – 4-5-2012

(قصيدة مستلة من ديوان هو البحر)

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم