صحيفة المثقف

المكتبة في اوغاريت

حسين حسن العنزيعثر على بقايا هذه المدينة على الساحل السوري في رأس شمرا، بالقرب من اللاذقية، كانت مدينة اوغاريت ذات موقع مناسب من حيث تقاطع الطرق التجارية، والمؤثرات الحضارية للعالم القديم، فالتجار والكهنة وغيرهم من الاشوريين والبابليين والمصريين والحثيين قد وجدوا في اوغاريت تجمعاً وحضوراً بارزاً في شوارعها، وبالتالي اصبحت مكاناً للتبادل الثقافي الذي يحصل في البلدان الاخرى.

جرت بداية عمليات التنقيب الفرنسية عام 1929 برئاسة ك.شافير C.Shaffer، حيث عثر على الكثير من الالواح الطينيية تحتوي على حروف مسمارية، كما عثر على الواح طينية اخرى بلغات الشعوب التي اقامت علاقات تجارية ودبلوماسية مع اوغاريت، اذ تشكل اعظم ازدهار اقتصادي وثقافي.

بالاضافة الى الواح اخرى كشف عنها تحتوي على نصوص ادبية وقانونية ودينية، واستطاع الاوغاريتيون تسهيل الحروف المسمارية وتقليلها الى ثلاثين حرف فقط، وبهذا وضعوا اسس اقدم الحروف الهجائية الصوتية في العالم.

في وسط هذا الابداع لابد ان تكون هناك مكتبات ومدارس، اذ اكتشف في بداية التنقيبات مكتبة، فمن خلال المنحوتات الجدارية على هيكلها اتضح انه كان مكتب رئيس الكهنة في اوغاريت، ونظراً للمنصب الرفيع الذي يتمتع به رئيس الكهنة كانت تحفظ الكتب الدينية والثقافية في مكتبه.

اضافة الى ذلك تم اكتشاف مكتبات اخرى بأستمرار الحفريات في اوغاريت اذ تم الاكتشاف على مكتبة في بيت احد الموظفين الملكيين، تحتوي على رسائل تجارية تسلمها من احد البلدان، وكان الموظف يحتفظ في مكتبته بمعاجم متعددة ومن هذه معجم أربع لغات سومري – اكدي – حوري – اوغاريتي، فربما ان هذا المعجم كان للاتصال التجاري والثقافي وغيرها مع بلدان مختلفة.

وفي سنة 1959 كشف الغبار عن مكتبة اخرى في المدينة حيث كانت موزعة الى قسمين، وجد فيها معاجم ونصوص فلكية وادبية ودينية، كما عثر فيها على مقطع للحكاية السومرية الشهير عن كلكامش.

وفي سنة 1962 عثر على مكتبة خاصة اخرى تحتوي على كتابات قانونية ومعرفية، حيث كان صاحبها حريصاً على ان تكون في مكتبته المعاجم والاعمال الادبية الاوغاريتية والسومرية وغيرها، اذ احتوت على الكثير من الالواح الطينية التي تتضمن تعابير الحكمة التي تكشف عن الاهتمامات الفكرية للمجتمع الاوغاريتي.

 

د. حسين حسن العنزي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم