صحيفة المثقف

الطائفية مرض العضال المزمن

حسين حسن العنزيوضعت الطائفية بلدان الشرق الأوسط في غرفة الأنعاش ويستمر المثقفيين في الصعقات الكهربائية بين الحين والآخر لأستعادة مجتمعات هذه البلدان عافيتها وشدتها في الوطن العربي لكثرة ما فيه من طوائف فضلاً عن الخلافات السياسية المستمرة فيما بين بلدان هذا الوطن. وقد عملت هذه الطائفية حجرة عثر أمام التقدم والتحرر، وساهمت في تقسيم مجتمعات الوطن العربي وتناحرهم . وهذا التعصب الطائفي من المؤكد خطة وضعت لتحقيق أهداف سياسية وأجتماعية ، ولم يكن للدين منها نصيب. حيث أن جميع الأديان قائمة على العدل والمحبة والتفاهم ...الخ. وقد عملت هذه الأفكار الطائفية على تحوير الحقائق وتزوير التاريخ وتشويه الحاضر وتدمير المستقبل . إذ أصبح الوطن العربي بيئة مناسبة لتفشي هذا المرض (العضال) المزمن. واليوم تقوم الكثير من المؤسسات الحكومية المتمثلة بالجامعات والمراكز الثقافية من جهة والمؤسسات غير الحكومية متمثلة بمنظمات المجتمع المدني وغيرها على شرح وتوضيح الديانا والعقائد من أجل العيش المشترك. فلا ينفع في هذا المجال ألا التفهم وأحترام الرأي والرأي الآخر والحوار الهادئ والهادف. ففي العراق مثلاً هنالك تعصب طائفي ومذهبي من أجل التنافس على السيادة والفوز بالوظائف العليا وغيرها. 

هذه الأمور من المستحيل أن تبني وطناً . فأن خصوصية الطائفة والمذهب تنشأ التباعد بين المواطنين في وطن يمتلك طوائف متعددة. وكلما تنشأ وتتطور هذا المرض فانه ينمو على يد من يدعي الأيمان والعرفات بأحكام الله من أجل دفع المواطنين إلى العزلة المذهبية. لذلك من الحلول المناسبة هي الحوار البناء وأحترام الأنسان وفصل الدين عن الدنيا وأحترام الرأي الآخر. وبالرغم من ذلك تبقى النار تحت الرماد تهدد الوطن العربي بأكمله.

 

الدكتور حسين حسن العنزي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم