صحيفة المثقف

همسات امرأة..

علجية عيشأنت أيها الزمن.. لقد كرهتني الحياة ذكرى مظالمك، وحببت إليّ الموت قساوة منجلك،  أتركني ووحدتي أرشق الدمع شرابا وأتنشق الحزن نسيما.. أتذوق الألم طعما.. دعني يا زمن وحدي أسامر وحدتي، وأناجي نفسي..، نفس ظامئة رأت كل ما يُرَى سرابا، دعني أنتحب في مآتم أنت عاقدها .. كنتُ كالعصفور أغرد وكالفراش أتنقل، أين الحبُّ؟ أين الطبيعة؟ أين السعادة وأين الحياة؟.. لقد اختفت وراء غيوم سوداء ورحلت مع العاصفة الهوجاء، لم يبق لي غير الذكريات أسترجعها فتستهزئ بي، بقي لي شيئ واحد لا يفارقني، إنه الحزن..

أيها الحزن الساكن في الظلمة.. الجالس في ظل الموت،  الراكض وراء التعاسة، ها أنا أخاطبك.. لقد مات فيَّ كل شيئ إلا جسدي، فمتى تأكل جسدي وترمي به في الهاوية؟، ايها الحزن.. بالله عليك أدع الموت ليستضيفني عنده، أنتظره بعدما نكرت ذاتي وملاذ حياتي وغادرت مجد عمري، فلم يبق لي سواك، فادعه ليقضي عليّ..،أيها الموت ها أنا أخاطبك، ألا تسمعني؟ تعالى وانقذني، فالأرض لا تخنق أشواكها..، أزهارها لا تصلح للسكن، هلُمَّ وخلصني من أيام تخلع الحب عن عرشه..، إنني انتظرك ايها الموت وعلى وجهي المُصْفَرِّ ابتسامةٌ حزينة، تعالى يا موت فقد اشتاقتك نفسي..، اقترب.. فلن أخشاك ولن أنفرك فإنك صديق الوحدة، اقترب لتحررني من قيود المادة،  فقد تعبت من جَرِّهَا.. أنقذني ، ضمني إلى صدرك..

 لست أدري كلما أحدق في المرآة لا أرى غير الكىبة .. استنطقها  أجدها خرساء لا تتكلم، ولو تكلمت الكآبة لوجدتها اكثر غبطة، أحببت الموت مرات ومرات، فدعوته باسماء كثيرة ، تشبثت به سرا وعلانية لأنني كزهرة نابتة في حضن الجبل من فوق لا هي تفرح بطعم الحياة ولا لحياة تسعد بوجودها..، أنتم الذين تقرأون همسي، وربما تسمعون دقات قلبي لا تحكموا عليّ قبل ان تسمعوا قصتي،  أحكموا على فتاة سرق الدهر منها ابتسامتها وهي لم تبلغ سن الطفولة بعد،  احكموا لى طفلة ما إن فتحت عيناها للحياة، وجدت نفسها تتخبط كما يتخبط الطير الجريح،  ابكوا من أجلي لأن البكاء كالصلاة ودموع الشفقة كالإحساس لا تذهب سدى..

 

علجية عيش

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم