صحيفة المثقف

العشق

عقيل العبودذات مساء من مساءات ليلة ممطرة، وردة حمراء وقفت عند زاوية من زوايا غرفتي، راحت تنظر نحوي بتمعن غريب، نظرت اليها بدقة متأنية، حاولت ان أمد يدي مصافحا، لم افلح في المرة الأولى، أما في الثانية فقد نجحت محاولتي بإمتياز، لكنني إكتشفت ان شيئا ما طارئا كان قد حصل، إذ انها سرعان ما انبرت بالبكاء ذلك بعد ابتسامة لم تستغرق مدتها الا بضع دقائق من الزمن.  حاولت الاستفسار عبر دموعها التي ارتدت فستان ليلها البعيد، حتى إتضح انها اصيبت بنوبة برد. النافذة أغلقت ابوابها وراحت تحلق في سماء شجرة بلا أوراق. الربيع كان بعيدا هذه المرة. بصيرتي كانت كما موجة تتمايل في انسيابها لتكشف عن بريق رقتها، لذلك بعيدا عن أحزانها، ألبستها ثوبا جديدا، نظرت نظرة حالمة نحو السماء، شعرت الوردة بالدفء، ومثلها محبة، أنفاسي احست بإنتعاش، العطر الذي كان يغلفها عادت له الحياة، بعد ان دفنت غصنها الناحل في سنديانة، تربتها كانت من ارض الحديقة المجاورة، أصابعها تحسستها، حتى ايقنت أنها عادت اليها الحياة بعد قطيعة مع الحنان.

سألتها عما جرى معها، لم أكن أقوى على سماع إجابتها المقتضبة، إنتابني فضول غريب لإستكشاف أمرا ما، حتى ادركت بعد حين ان أمها بسبب البرد ماتت، لذلك دفعتها رقتها لأن تبحث عن ملجأ امن. 

 

عقيل العبود

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم