صحيفة المثقف

الأمازيغ لا يعادونكم.. فلما تعادونهم؟

حميد طولستما رأيناه وسمعناه خلال الفيديو الذي أديع عبر المواقع الالكترونية على نطاق واسع، من تطاول برلمانية مغربية على مكون أساسي من مكونات هذا الوطن والمتعلق بالعنصر الامازيغي بوصفها للتاجر المغربي بــ"مول الحانوت بهاذاك الشلح" خلال جلسة الأسئلة الشفهية الموجهة إلى الحكومة، الوصف الإقصائي الذي حاول، مع الأسف، بعض زملاء البرلمانية في حزب الإتحاد الإشتراكي - الذي ناضل منذ الستينات لإعادة الهوية المغربية - تكييفه على أنه مجرد "زلة لسان"، بينما ينم في حقيقته على الميوعة والنزقية وخفة اللسان والخروج عن التعقل، ومجاوزة حدود التحفظ واللباقة، والضغائن والأحقاد الإيديولوجية التي أصبحت من مقومات الفعل السياسي الطائش،المشبوه، والمتهور، والمجنون لفئات عريضة من سياسينا للمكون الامازيغي، الذي يؤدي إلى الهاوية والفوضى والذمار، والذين يفترض فيهم التحلي والالتزام بالرزانة السياسية، وآداب المحاججة الرصينة، أثناء تناولهم للقضايا السياسية المصيرية، وعند خوض النقاشات أو التصريحات التي تتطلب درجة عالية من الحكمة السياسية والنضج الأيديولوجي، حتى لا يجروا على أنفسهم وأحزابهم استهجان قوى المجتمع المدني الذي يطمحون في استمالة عواطفه من خلال إدعاء الدفاع عنه، بتصريحاتهم التهريجية الجارحة، التي كثرت بدرجة مريبة ولم تعد تثير اهتمام أحد، وتحولت إلى مواضيع تندّر كافة المحافل والمجالس والمنتديات والأندية، كمواقف بنكيران ومحمد الخليفة وحزبيهما التمييزية والعنصرية في حق الأمازيغ ولغتهم،التي اعتبراهما قبل اليوم أنهما يشكلان  خطورة على الإسلام والوحدة الوطنية، بينما ليس هناك من هو أخطر على الإسلام ووحدة الوطن واللغة العربية أكبر ممن يكنون للمكون الامازيغي الضغائن والأحقاد الإيديولوجية، ويسعون في مناورات بئيسة ومؤامرات منحطة وغبية، لا تبعث على الارتياح، لطمس معالم هوية الأمازيغ ولغتهم المرتبطة منذ آلاف السنين بأرض تامازغا عرقا وثقافة ولغة وتاريخا وحضارة وتجدرا، وكأن الأمازيغ هم السبب فيما تتخبط فيها البلاد من مشاكل اجتماعية وسياسية واقتصادية وهم يعلمون علم اليقين أن الأمازيغ وخطابهم السلمي الذي لا يقصي أحدا، هو الحلوليس تلك القيود القومية العربية العنصرية والوهابية التكفيرية  التي تعمل على إقصاء أهم مكون مغربي ..

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم