صحيفة المثقف

الفائز بالمرتبة الثانية

عقيل العبودالمتسابقون لم يبق لهم الا بضعة أمتار، السماء كأنما هي الاخرى تنظر نحوهم، تعوم بفضائها المفتوح لتستوعب حضورهم جميعا، تضحك تارة، وتلتزم الصمت تارة اخرى، تلك الزرقة كأنما تعانقهم باتجاه هذا البساط المفروش بالأشجار والورد.  

الساحة تضج بالتصفيق، قلوب المتسابقين تخفق بسرعة هائلة، الجمهور البعض منه من المعنيين بلهفة ينتظر نتيجة الإعلان عن الفائزين، الأول تجاوز خط العبور، الثاني خطواته التحقت، الثالث بإرادة لم يعهدها من قبل، بقي محافظا على النتيجة دون ان يعرف انه قد احرز الفوز بالمرتبة الثانية ذلك بعد عثور المتسابق الثاني بطيات ارض تجاوزت سطح استوائها.

اما تلك الفتاة فقد بقيت نظراتها تختطف قلبه حتى اللحظة الاخيرة.

بعد ايام فقط سيفرح البعض ممن لم يحضر الى السباق وممن حضر الان بعقد قران احدهم.

تلك الواقفة بشعرها الاشقر المنثور وعينيها الزرقاوين وهي تصفق بحفاوة، لم يكن يعلم احد، بسحر تشجيعها، وتأثيرها عليه الا هو؛

كاد قلبه ان يتوقف قبل الوصول الى شريط الحافة، الحافز كانما منحه قوة هائلة وهو يصعق قلبه، اويحثه على الفوز، ذلك النبض عاد الى الحركة، بعدما اصطفت أقدامه وتشنجت تماما في حركتها. 

 تلك الدقات التي كانت تحول دون ان يتنفس بطريقة معتادة، تلك الصدمة التي كأنما انقذت حياته، كل ذلك جعل منه يهتف دون ارادة منه،

 الواقفة تلك التي اسارير وجهها، طريقة تصفيقها، صوتها الذي كانما راح يعانق الجمهور، لينحدر  عند الزاوية المتقاطعة، كانت فرحتها تفوق فرح الجميع حتى الفائز نفسه.

***

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم