صحيفة المثقف

جمهور الكرة العربية على المحك.. أين الخلل يا ترى!؟

بكر السباتينالجمهورُ اليابانيّ حينما خسر فريقُ بلاده بطولة كأس الأمم الآسيوية مؤخراً أبدى بعضَ الأسفِ على نتيجة المباراة المفاجئة دون المبالغة في إظهار ذلك. هذا ما أبدته عدسات التصوير التي كانت تتابع انفعالات الجمهور لدى الفريقين أثناء المباراة؛ لكن الجمهور ذاته وبروح رياضية، انفعل مع فوز قطر وصفق له إعجاباً بأدائه الجيد وطوى حزنه ثم خرج بهدوء... فهي في نظره مجرد لعبة انتهت وانقضى الأمر ولم تتوقف على إثر ذلك عقارب الساعة في اليابان كما أن الأرض ظلت تدور في مستقرّها دون أن تميد.. مجرد حدث عابر وسوف يتدارك اتحاد الكرة الياباني الخطأ في الدورة التالية بعد أربع سنوات.

أما العجب العجاب فقد تبدّى في الوجوه العربية من الجنسين التي رُسِمَ عليها علمُ اليابان حيث أبدى أصحابها الذين شجعوا الفريق الياباني نكاية بقطر، امتعاضهم من نتيجة المباراة القاسية، فالدموع منسابة وذاب معها كحل العيون، وأرنبات الأنوف بدت محمرة كأنها حبات بطاطا مشوية، ودربكة الإعلاميين من أمثال أحمد موسى ويوسف علاونة وغيرهم ممن جرّدوا قطر من عروبتها أخذتهم غيبوبة اللطم كأنهم فُجِعوا بفقدان عزيز!! في سابقة تحتاج لدراسة موضوعية طارئة من قبل مراكز الطب النفسي وكليات الإعلام في الجامعات العربية.. لماذا تستغل الأنظمة العربية الفرق الرياضية لتقتحم جماهير الكرة فتقوم بتعبئتهم معنوياً وفق سياسة الكره اللازمة في تأجيج الصراعات الإثنية بين الخصوم.. هل فرقنا الرياضية على صعيد سياسي مجرد "حصان طروادة" التي بواسطته يتم اقتحام العقول وتخيير مرتكزات الوعي فيها! فأين الخلل يا ترى!

***

وقفة

مواقف الجمهور الإماراتي كما يبدو مؤخراً خلال المباريات التي تكون فيها قطر طرفاً، تأتي من منطلق عنصري صرف.. وتكون موجهة بطريقة غير ذكية، تغذيها الدولة بكل أجهزتها خلافاً للدور الذي يمارسه الجمهور الأستكلندي في المباريات التي تكون "إسرائيل" فيها طرفاً حينما تهتف لفلسطين وهي تغطي المدرجات بالعلم الفلسطيني الشهير لأن الحالة الأسكتلندية مبعثها إنساني وعنوانها الدفاع عن حقوق الإنسان المهدورة في فلسطين..

 

بقلم بكر السباتين..

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم