صحيفة المثقف

الموسيقى بإعتبارها فن من فنون الجمال

عقيل العبودالبعض يتصور ان حرمة الموسيقى امر متعلق بالدِّين كونها وسيلة من وسائل اللهو، واللهو حرمته قائمة على مبدأ ابعاد الانسان عن ذكر الله.

وهذا التصور ناجم عن الاختلاط والتشوش في الذهن، بإعتبار ان إشاعة الصنف غير الملتزم من هذه الموسيقى في الإعلام، ووسائل الدعاية التجارية خاصة هذه الايام هو السائد.

وهذا بحد ذاته يعتبر عامل سلب لحقيقة هذا الفن، وهذا السلب يزيف اللغة الجميلة والنوتة الجميلة، والحس.

علما ان فن الموسيقى معادلة قائمة على الذائقة والتذوق، فإذا تم تلويث هذه الذائقة، يسقط التّذوق، وبالعكس اذا تم تغذية الذائقة بمكونات الجمال، نما التّذوق.

فمتعلم الأوبرا والباليه، غير متعلم الموسيقى الطائشة، وهذا المبدأ اوالمعادلة ينطبق على جميع مفردات الجمال كالرسم والنحت والأدب، والمسرح،  وغير ذلك من انواع الفنون، بما فيها علم الاخلاق والفضيلة.

وبما ان الفنون الملتزمة كالموسيقى، إنما جاءت لتنمية الاخلاق وتغذية الحس بمعالم اللغة الملتزمة، والدين كذلك، حيث بحسب قوله (ص)" انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" .

اذن الدين لا يتعارض مع الموسيقى، اذا كانت الموسيقى لا تتعارض مع الاخلاق، بل بالعكس، حيث ان الموسيقى اذا كانت بلونها الأصيل، تعد مفردة من مفردات تنمية الذائقة الحسية وهذا حسن في بناء مجتمع راقي.  

 

عقيل العبود

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم