صحيفة المثقف

انحطاط الخطاب السياسي في المناقشات الساخنة

عقيل العبودكثيرة هي المناقشات التي شهدنا فيها عراكا ساخنا لدى البعض من المسؤولين اثناء المقابلات التلفازية والإعلامية، حيث السباب والشتائم والتهديد، حتى انه من كثرة التكرار، صارت القضية مألوفة رغم انها غير مستساغة أخلاقيا ومهنيا، وأنها إنما تعبر عن انحطاط المستوى الثقافي وعدم ضبط النفس، مثلما انها تعبر عن عدم إحترام الاخرين وسوء استخدام الكلمة التي إنما اراد الله لها ان تنبت كما زهرة تفوح بعطرها لتكون ملاذا أخاذا وجميلا لكل من يصغي إليها.

 لذلك إبتدأها الله سبحانه مع رسوله الأكرم عبر جبرائيل ب (إقرأ)، وقيل في تعريفها(كلامنا لفظ مفيد كاستقم)

وما احلى (الإستقامة) التي يفهم منها، إستقامة الخلق والذوق والأخلاق، وما احلى الاخلاق،  التي قال فيها الرسول الاكرم محمد(ص) مؤكدا إنسانية التعامل مع الاخرين، ب (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق).

هنا حيث بدلا من ذلك، نسمع ونشاهد عشرات المشاجرات التي تجاوزت حدود الإعلام، لتصل الى قاعة البرلمان، حيث  كما عهد الجمهور،  وبتكرار فاضح  قصة فلانة النائبة التي تشاجرت مع فلان ورمت حذاءها عليه،  وفلان الذي رمى الكرسي على فلان، وفلان الذي اطلق الكلمات الفاحشة على النائب فلان، هذا بغض النظر عن المشاجرات السائدة دائما بين معظم النواب والمسؤولين حيث التسقيط والتشهير.

 والسؤال هنا اذا كان الإدعاء بأننا في عصر (الديمقراطية) فأي ديمقراطية هذه التي تُرتَكبُ فيها الحماقات،  وتسود في ظلها المصادمات؟! هنا حيث بناء على المشاهد المسجلة منذ عصر ما يسمى (بالتغيير)، حتى الان، جميع ما حصل ويحصل في العراق انما يشير الى التردي وتدهور الخطاب السياسي والأخلاقي والثقافي والمهني.

 

عقيل العبود  

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم