صحيفة المثقف

أيها الموظف لست نادراً

فاطمة المزروعيعند الحديث عن الوظيفة والعمل والقراءة في هذا المجال، ندرك حجم التطور المهول الذي حدث في هذا الحقل الحياتي الهام الذي يمس كل واحد منا، فقد حدثت تغيرات مستمرة ومتلاحقة سواء في أنظمة العمل أو طبيعة سوق العمل ومختلف شرائح الكوادر البشرية التي تنضوي تحت مظلته ويشملها كل قانون وتعريف عن العمل والوظيفة. العمل الذي بدأ منذ فجر البشرية وتطور مع تطورها يشهد في هذا العصر قفزة مدوية لم تكتمل ولكن بوادرها ومؤشراتها واضحة الدلالة، بكلمة واحدة هناك تدنٍّ وتناقص في المهام والأعمال، يقابله زيادة في عدد السكان. ونلاحظ تبعاً لذلك التشدد في اختيار الموظفين والزيادة في الشروط والمتطلبات. ويمكن فهم سبب ذلك، إذا عرفنا طبيعة العمل ووضعناه في إطاره الصحيح وأنه عبارة عن سوق تماماً كأي سوق تباع فيه السلع المختلفة، فإذا زاد العرض تدنّى السعر وإذا قلّ العرض ارتفع السعر. بمعنى أن وظيفتك كلما زاد عدد الناس المتمكنين منها والقادرين على أدائها تدنّى الراتب الشهري لأن البديل جاهز وموجود بكثرة. أما إن كانت وظيفتك نادرة وتتطلب دراسات معينة وخبرات محددة، فإن الموظفين القادرين على القيام بها قلة وبالتالي فإن الراتب سيكون مرتفعاً، وستوضع حوافز وإغراءات أخرى.

المهم في هذا السياق أن يفهم كل منا أن هذه الوظيفة التي يتقلدها وينهض صباحاً لأدائها هي نعمة عظيمة. كن شاكراً لله على حصولك عليها، ومن دلالات الشكر لله الأمانة والنزاهة والوفاء بمهام العمل ومتطلباته.

 

فاطمة المزروعي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم