صحيفة المثقف

قرر حياتك الاجتماعية

فاطمة المزروعينعلم جميعاً بأن الإنسان كائن اجتماعي، تماماً كما يردد علماء العلوم النفسية والاجتماعية، وتماماً كما نلاحظ ونشاهد على أرض الواقع، رغم هذا، فإن الحياة الاجتماعية في البعض من الأحيان تجلب الضرر أكثر من المنفعة، وتأتي بالتأخر والفشل أكثر من سواها من العادات، لننظر للرفقة والصحبة وأثرها المدوي في الفتى أو الفتاة. ولننظر إلى مجموعة الأقران وأثرهم المحبط في زميل لهم نشط وحيوي. والقائمة تطول حول الحياة الاجتماعية وما يرافقها في البعض من الأوقات من سلوكيات سيئة مثل القيل والقال والنميمة والغيبة والبهتان وما ينتج عنها من الحسد والحقد .. لا أريد من كلماتي أن تفهم على أنها تؤيد العزلة والكبت والانفراد، أو أنها تحمل دعوة لمقاطعة الناس، بل الذي أريد التنويه به أن المبالغة في الزيارات والاندماج في العلاقات الاجتماعية، دون أوقات للتمعن والتفكر ومعرفة الصواب أو الخطأ، تعد سلوكيات مضرة بكل ما تعني الكلمة، الأم والأب اللذان يتركان أبنهما يصاحب ويرافق بدون وصاية ومتابعة بحجة أنها مرحلة عمرية مهمة في بناء شخصية الابن يرتكبان خطأ جسيماً، المدير في مقر العمل الذي يترك الموظف النشط بين زملاء مهملين كسولين مسؤول عن تدنيه وتراجعه، الأقارب الذين يسمحون في لقاءاتهم وزياراتهم برمي الكلمات الموجعة ضد آخرين، مسؤولون .. نعم للحياة الاجتماعية المحملة بصلة الرحم والبر والرفق، ونعم للحياة الاجتماعية التي تزيدك معرفة وقوة وتمنحك خبرات في التعامل مع صعوبات وتحديات الحياة، أما سواها فإضاعة للوقت والجهد

 

فاطمة المزروعي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم