صحيفة المثقف

انه الغول يا سادة!!

الغول هو الوحش الذي تخافه العرب، وقد عرفوا الخوف به، حتى أن رحلات صيد تلغى، أو رحلات تجارية، أو حتى طلعت غزوا ! انه وحش الصحراء، ولكن الغريب في الأمر أن هذا الغول غادر الصحراء الى المدن، وسبق بدو العرب إلى المدينة، فوجدوه أمامهم، بهيئة شرطي مرة، ومختار قرية، ومعلم قاسٍ، مرة ثانية وثالثة، وبعد تطور المدن بدا الغول يكبر حتى صار مدير بلدية، وقائم مقام ومحافظ، كان هذا الحال هذا في عهد الملكية!!

أما عند قيام الجمهورية، قام الغول بالتفكير بالسيطرة أكثر، وخصوصاً عندما رأى الناس اكثر رهبة منه، بعد ما اصبح الخوف له طابع رسمي ! وبما أن كل الذين تناوبوا على حكمنا عرب، بقي خوف حاكمينا من الغول بداخلهم، فحاولوا اظهار قوتهم على شعبهم ليبعثوا له رسائل عسى أن يخاف منهم ويردعوه، فوقعوا في شعبهم قتل واباده ولم يردع، كان هذا قبل ٢٠٠٣.

أما بعدها، ففكر العراقيون العراب بالتخلص من طموح الغول بإعطاء المنصب للكرد. ولكن لم يتخلصوا منه فأخذ يتقمص ادوار مختلفة، لينال منهم لأنه لم ينل الحكم باسمهم ! فصار رئيس حزب مرة، وقائد تحالف مرة ثانية، و وزير مرة ثالثة، ورئيس كتلة رابعة، ونائب خامسة، وعميل لدول جوار سادسة، وخبير فساد وصفقات سابعة، كل هذه الأدوار يمثلها في الواقع، ونحن نمثله في الخيال، يا له من غول ضالع بما ضلع به الحاكم خوفا منه

 انه الغول يا سادة: الذي مازال التاريخ يتمثل به!!!

 

د. رائد عبيس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم