صحيفة المثقف

الوطنية بحاجة إلى فراسة وليس فريسة!!

روي عن أحد ساسة العراق من الذين حكموه قوله: "أن العراقيين هم أكثر نفاقا في حب العراق" ونحن نرى ان ضعف وطنيتهم جاءت بسبب قوة حكامهم، كلما قسىى الحاكم عليهم استجاب المحكوم إليه ونسوا الوطن، لم يدرك ذلك حتى منهم الفطن! وضلوا يراوحون حتى يرتاحون من أجل رضى الحاكم، و لم يرضى الحاكم عنهم حتى مات، وهذا يعني انهم اعتادوا المراوحة بلا مراوغة، وهم بذلك روضوا لأي حكم وحاكم، وبقيت سنة الحكم في العراق على هذا المنوال حتى انهال علينا الوبال، بوعود الدلال مع الديمقراطية التي هي الأخرى ارجعتنا الى عقود المراوحة ولكن بلا ملاوحة لأننا مللنا المراجل وكسرنا المناجل ولزمنا المنازل وادمنا التواصل عبر عالمه، فما بقيت من عزيمة سوى الاستعداد للوليمة، وبعد الشبع تتعالى اصوات المناشدة عن جلوس، ونريد من الحكومة أن تفعل لنا خدمة الاستجابة عن بعد؛ لأننا فقدنا القدرة حتى على عد أيامنا، وما زلنا ننتظر الغد بلا كد، ونبحث عن المستقبل عبر محرك كوكل، وفي العالم الافتراضي بلا رقيب أو قاضي، فالخير صار بلا قرار والامل بلا انتظار، والسياسة أصبحت بالفطرة لا بالخبرة، والنقد بلا نقود تدفع ولا تسحب، وكأنما أصبحنا بلا صياح اوبتنا بلا نباح، ونسينا الوطن بلا حنين والدين بلا تدين والبيت بلا حراسة. فالوطنية يا سادة: بحاجة إلى فراسة لا فريسة !!هكذا روي عنا وما زال الراوي حي يرزق!!

 

د. رائد عبيس

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم