صحيفة المثقف

لكل حزب فضيلة

ولكنهن متشابهات! كأنهن توائم يا فضيلة !

 ألا تسمعين أنين المرضى، أو صوت الأمعاء الفارغة، أو بكاء الثكالى،  أو أصوات الحسرات؟! ألا تسمعين كل هذا عن قرب؟! وأنت التي تسمعين دعوات المضاجعة عن بعد! أما رأيتِ بيوت الصفيح في مدن العشوائيات؟!،أما رأيتِ الخراب الذي طال المدن؟ !، أما رأيتِ  رداءة الخدمات؟!، أما رأيتِ بؤس الوجوه من الفقر؟!،أرأيتِ حجم الفساد في البلاد عن قرب؟ وأنتِ زرقاء اليمامة حتى في الدروب المظلمة !

الا تتحسسين بأيديك الناعمات، خشونة العيش وشغفه !، ألا تتحسسين في الأرض بقايا القبور الجماعية!، ألا تتحسسين الأعضاء البشرية المقطّعة من فعل التفجيرات الإرهابية؟ هل تحسستِ الخراب؟! وأنت التي تتحسسين صفقة أو ربح أو خطر محدق في كيان حزبك؟! ألا تمشين برجليك، صوب بيوت الترف، ومراكز الرذيلة، والولائم الباذخة، والمولات، ومدن الترفيه، والليالي الحمراء ودور اللهو !

هل شممتِ عفونة صالات المستشفيات؟!، وأنت التي أنشغلتِ بشم الرواح الزكيّة من أرقى الماركات العطرية !، هل شممتِ رائحة الفقراء؟!،هل شممتِ بقايا الحرائق والتفجيرات ! هل تذوقتِ مياه المج والملوحة من مياه البصرة وغيرها ! يا فضيلة !

هل تذوقتِ مرارة العيش بلا كرامة؟، هل تذوقتِ طعم الهزيمة وأنت المنتصرة بمبادئك !، يا فضيلة يامن تذوقتِ حلاوة نفطنا ونحن نتذوق سمومه !.

يا فضيلة كل أعضائك الخمسة شهود على عدم فضيلتك، قد شهد شاهد من جسمها، فكذبته وانصرفت، مصممة على أن تنافس نقيضتها بكل جدارة، يا خسارة ! أين تلك الطهارة في أسمك ومسماك وكيانك؟، وأنت ترتشين بكل حقارة !

يا لها من فضيلة بلا فضيلة !

ولكل حزب فضيلة

 

دكتور رائد عبيس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم