صحيفة المثقف

عيد الميلاد في 1/ 7

صبيحة شبرلم يكن ذلك بالحسبان، ان يتم التنكر لكل متاعبك، وما قدمته لهم من محبة، نسيت نفسك، وما تحبين، وسعيت من اجل اسعادهم، قدمت قلبك، فتغافلوا عن هديتك، وابتعدوا عنك، آلمك وضعك القاسي وآليت على نفسك الا تنطقي حرفا يدل على غصتك الكبيرة، كل شيء توقعته، الا ان يتركوك في وقت تكونين باحتياج الى كلمة منهم، تخفف بعض ما انتاب قلبك من آلام، ماذا يمكن ان تقولي لمن يحرص على الاستفسار منك عن مصيرهم المجهول، وما الذي جعلهم يبتعدون عنك ذلك الابتعاد اللئيم؟ لم تقترفي اثما، ولم ترتكب أياديك خطأ يمكن ان تحاسبي عليه، كل ما جنيته محبة قلبك الكبير لهم، وحنانك الذي وهبته لمن لايستحق، هل كنت تدرين ان عواطفك الثمينة سوف يتم تجاهلها؟ وان تضحياتك الجسام لاتجد من يعترف بأهميتها، وان أيامك ستضحى باردة ميتة، تمضي بلا حياة، غادرتك المودة بعيدا، وبقيت تعتاشين على الذكريات المؤلمة

تذكر بطاقة ميلادك انك جئت الى الدنيا في الاول من حزيران كأغلب ابناء بلادك وانت مسرورة تضحكين آملة ان تكون ايامك القادمات حافلة بالنعيم، ولكن الايام قضت على احلامك البسيطة بالفرح، بقيت تشعلين الشموع بعيد ميلادك، وافراد اسرتك الاولى يبادلولونك التهاني ويشاركونك الفرح ويقدمون لك الورود، فتجعل ايامك مترعة بالبهجة، ولكن ما ان ارتبطت بالرجل الذي ظننت انك سوف تصلين معه الى الفردوس، ارسل سهام النقمة لتصيب قلبك وتئد فرحتك :

- لماذا تحتفلين بعيد ميلاد كاذب؟

- جئت الى الدنيا بالاول من حزيران كما اخبرتني الوالدة !

- ولكن اكثر اصدقائي وصديقاتي قد سجلت اسرهم يوم ميلادهم في الاول من حزيران بوصفه منتصف العام !

- جئت الى العالم بهذا اليوم !

- لا اظن انك صادقة فيما تزعمين !

ابتعد احبابك ووالدك وامك عنك مرغمين، وغادرت بلادك واصدقاءك مضطرة، ولم تجدي في بلاد الغربة من يعرف تاريخ ميلادك، ويأتيك مهنئا، فآثرت ان تحتفلي مع نساء العالم بعيدهن الوحيد ..

في الثامن من آذار من كل عام أصبحت تتأهبين للاحتفال بمولدك، تهيئين ما كانوا يحبون من ألوان الطعام والشراب، لتكون مائدتك عامرة بما لذ وطاب، وفي خضم ذكرياتك تراودك الأحلام ان واقعك المر يحمل لك بعض قطرات من السرور، وانهم قد يفكرون بك كما كانوا في ماضيك البهيج، ويشاركونك الاحتفال ويطول انتظارك، ولا احد يفكر في عذاباتك المتجددة وسعيرك المقيم، اية لعنة حلت بك، فجعلتك تأملين في مودتهم المنقطعة، وفي حنانهم المفقود، لماذا يحل عليك السراب ويجعلك تتقلبين في نيرانه المشتعلة؟ ماذا اقترفت من جرائم لتستحقي هذا العذاب؟

تنظرين الى هاتفك اللعين، علهم يتصلون، ويطول الترقب، وتشربين سما زعاقا قاتلا، هاتفك لاحرارة به، تنقذك من حتفك المنتظر، تنظرين من النافذة ، آملة ان تأتيك بالخبر السعيد، ولكنها خرساء، لايمكن لها ان تنطق بما يسرك

- عيدك سعيد، وأيامك رافلة بالنعيم

تتلألئين كالنجوم، والفرحة تنطلق منك، ينبثق السرور من نسمات الهواء، ومن حروف الناس، وتغريد البلابل، وانت تبثين الفرح لكل معارفك وأصدقائك، صورك تتحدث عن بهجتك العظيمة وسرورك الرائع

أين ذهبت تلك الأيام؟ ولم حل الخراب في أرضك، وغادرتك الفرحة؟ ونعقت الغربان في عالمك البائس

انقلبت الدنيا وحل الظلام، وتركتك البهجة ميممة وجهها صوب السعيدات،اللاتي يصنعن الفرح بأنفسهن، ولا يبالين بمن يغير عاطفته كل يوم

يطول عذابك في كل عام، يا للأمل من وقع مر على القلوب المتعطشة، أضناك طول الانتظار وقسوة الأحلام، يمضون بلا عودة، لماذا تحلمين؟ واية قدرة تملكينها على ايلام روحك؟

- هل كلمة مبارك صعبة عليكم؟

- لكن هذا اليوم ليس عيدا لك، انه عيد كل النساء، عيد المرأة في كل العالم، وانت سجلت ميلادك في1/ 7 وهو يوم من لاميلاد محدد لهم

تشتعل نيرانك، لم يكثر من ايلامك؟ ولم تخطئي في حقه، وقدمت له كل ما يحب بنو البشر

- هنأت كل النساء من أعرفها، ومن لا أعرفها بهذا اليوم، كيف ترضين ان تحتفلي بعيدك بيوم ليس لك؟

يواصل طعنك برغبة وتصميم :

- قدمت هدايا عديدة لصديقاتي سندس وسهام وعالية وخديجة في أعياد ميلادهن، لم تأتي احداهن في 1\7 انما لكل منهن تاريخ ميلاد محدد

كنت سعيدة تملؤك الفرحة

روحك تزغرد،ونفسك تبتهج وانت مرتاحة لحب تتوهج به حياتك، ولكن لاشيء يدوم، كل ما فرحت به قد انقلب وداسته اللامبالاة التي تزهق قلبك

لم تنتظرين؟ ولم يحزنك موقفه اللامبالي؟ الم تعرفي بعد كيف تتناسين جراحك؟ وألا تكترثي لما مر بك من منغصات؟

هل تأكد من اعياد ميلاد صديقاته المزعومات؟ وهل اطلع على جنسياتهن، ألم تخبره كل واحدة بيوم ميلادها لتنعم بهدية منه؟ ما شأنك بمن أحب كل امرأة، وتناسى من لم تعرف أحدا سواه، فلتجربي نسيانه، فالحياة لحظة واحدة تمر مر السحاب..

تذهبين الى انغامك المفضلة، تفتحين الة التسجيل، تستمعين الى ما يحبه قلبك من ألحان، ترقصين على الأنغام الجميلة، تشعرين أن عذاباتك يمكن نسيانها، وتصممين على مواصلة الاحتفال مع ملايين النساء في العالم ، انه يومك المشهود، تذكري ما قدمته المرأة من فرح للبشرية وما ناضلت من أجله ملايين النساء واشعلي شمعتك لتبتهجي بعيدك السعيد، الفرح يبدأ بخطوة، تعيشين يومك الباسم وتتنفسين ملء نفسك وانت تصممين على ايقاظ البهجة في قلبك المحب، اصبح لك يومان تحتفلين بهما الاول من حزيران يوم ميلادك والثامن من آذار عيد كل النساء ..

 

صبيحة شبر

5 آذار 2013

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم