صحيفة المثقف

لكل حزب تاج!

هل تعلمون بأن التاج لم يعد يلبس على الرأس إلا في العراق؟!

بل صار يلبس مثل خف نعل،أو قطعة قماش تُستر بها العورة!

هل تعلمون بأن التاج لم يعد يصنع في المعامل الراقية؟!

بل صار ينتج حتى في معامل التدوير!

هل تعلمون يا أهل العراق، بأن التاج لم يعد يباع في المحلات المترفة!

بل صار يباع عند الباعة المتجولين!

وأحيانا لعبة عند أطفال متسولين!

هل تعلمون بأن التاج يلبس مقلوبا في غير بلدان؟

هل تعلمون بأن التاج لم يعد يرصع بالياقوت أو الزمرد أو غيرها من الأحجار الكريمة؟! بل بات يصنع برمزية حكم الشعب لا حاكم الشعب!!

هل تعلمون يا سادة بأن البلد الذي فيه تيجان كثيرة، يعني فيه حفاة أكثر وأكثر؟!

هل تعلمون يا تيجان العراق،بأن تيجانكم أصبحت رخيصة ورخيصة جدا؟!

لأن المواطن أمتلك منها الكثير ويرتديها متى ما شاء، ويبيعها في سوق العتيق أن أفتقر؟!

هل تعلمون يا تيجان العراق بأنكم تلبسون على رؤس فارغة؟! لا تفكر حتى بقيمتكم!!

هل تعلمون بأن بحثكم الدائم عن رؤوس لتلبسكم،عادة ما تجدونها بالمقابر؟!

لأنكم أعتدوا البحث عن الموتى! وأي موتى؟!

جماجم القبور الجماعية التي وجدناها ولم نجد معها تيجانكم؟!

أو موتى الحرب الطائفية التي فصلوا بها رؤوسنا عن أجسادنا لأننا نرتيدكم؟

أي موتى؟! الموتى التي رؤوسهم قد أورمت من الأمراض الخبيثة والتي لا تناسب حجم تيجانكم؟! يا خيبتكم! قد نجدكم فوق العقال! أو فوق العمامة! أو فوق الخوذة! أو فوق طربوش! أو فوق الهامات يامن لا همة لهم،سوى هذا الهم!

يا من لبستم على رؤوس فارغة

 

د. رائد عبيس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم