صحيفة المثقف

التديّن كمعادلة سلوكية في حقيقة الوجود البشري

عقيل العبودالمتعارف عليه انه بحسب نظام  العمل في بعض الشركات، يتم استخدام كارت، يسمى ال time card، وهو عبارة عن بطاقة بمقياس معين تحتوي على حقول كتب فيها in، و out، وذلك شاهد على الزمن الذي يحضر فيه الموظف اوالعامل من ذكر أوانثى، من اول الدوام الى نهايته، وعلى اساسه تحتسب الأجرة اليومية، اوالراتب الشهري.

والسؤال بناء على هذه المقدّمة، أنه لو أعتمدنا هذا النظام كبرنامج سلوكي،  هل يمكن التحكم بالوقت طوال عمرنا الذي نعيش ابتداء من اول ساعات النهار، عند الإستيقاظ، حتى ساعات الليل، أي عندما نودع يومنا الى رحلة النّوم؟

هنا  إذا كان الأمر إيجابا، فهذا معناه اننا سوف نحتسب كل شاردة، وواردة، حيث بموجبه، مراقبة النفس ستكون أشبه بشاهد عيان لطريقة الأداء، ذلك من باب إحترام وجودنا، وطقوس هذا الوجود، الذي تعد تلبيتها جزء من حقيقة إرتباطنا الفعلي مع ذواتنا أولا، ومع الموضوع الذي به ترتبط هذه الذوات ثانيا.

 علما ان ما نصبو اليه كبشر أي غاية علاقتنا المقدسة مع الحَيَاة، هو الوصول الى أقصى مراتب النبل الإنساني.

 هذه المراتب، لأجلها فقط، قال نبي الكائنات محمدٌ(ص): إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.

فالبعث الالهي قائم على تلك المهمة، التي إنما اريد بها حصرا، إعادة التركيبة البشرية بكل أنحائها وبمختلف أديانها، أي بتنوع تركيباتها الإثنية والعرقية لتحقيق ما جاءت به الرسالة المحمدية.

 

عقيل العبود   

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم