صحيفة المثقف

العالم يشكو

فاطمة المزروعيقبل فترة من الزمن وقع حادث مروري أمامي، وتحديدا خلال توقفي عند الإشارة المرورية، حيث قامت سيارة مسرعة بصدم عدة سيارات متوقفة عند الإشارة المرورية في الجهة الجانبية، والذي عرفته فيما بعد أن قائد تلك السيارة كان مشغولا بهاتفه الجوال، فلم ينتبه أو لم يقدر المسافة المتبقية عن السيارات المتوقفة بشكل صحيح، فاصطدم بأكثر من سيارة، وتبث شرطة أبوظبي بين وقت وآخر مقاطع مصورة لبعض الحوادث المرورية القاتلة بكل ما تعني الكلمة، والتي نتجت بسبب التهور والسرعة أو الغفلة عن الطريق والانشغال بالجوال، ودون شك أن حوادث السيارات مشكلة كبيرة، فالموضوع لا يتوقف عند الحادث المروري نفسه، فهناك خسائر مادية وبشرية متتالية، فالأضرار في السيارات تتبعها خسائر الوقت والجهد وأيضا الحالة النفسية، ولا ننسى الأثر المدوي والمؤلم في حالة الوفيات، ويستمر هذا الألم عند الإصابات والتي في البعض من الأحيان تستمر لما بعد الحادث وقد تسبب الإعاقة. قرأت في التقرير العالمي عن حالة السلامة على الطرق 2015 الصادر عن منظمة الصحة العالمية: "تؤدي الإصابات على الطرق إلى وفاة أكثر من 1.2 مليون شخص كل عام وتترك آثارا كبيرة على الصحة والتنمية، وتعتبر هذه التصادمات السبب الرئيسي للوفيات بين الشباب في سن 15 إلى 29 عاما، وتكلف البلدان حوالي 3% من الناتج المحلي الإجمالي ورغم هذه الكلفة البشرية والاقتصادية الباهظة والتي يمكن تجنبها بدرجة كبيرة، تظل الإجراءات المتخذة لمواجهة هذا التحدي العالمي غير كافية". أدرك أن الإمارات من الدول التي تولي جانب السلامة المرورية الاهتمام والعناية والرعاية وأن القوانين والأنظمة المعمول بها تعطي نتائج في هذا السياق وبالتالي فإن الموضوع ليس بهذه الدرجة من القتامة، خاصة وأن هذا التقرير بين: "أن البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل هي الأكثر تأثرا بهذه المشكلة، حيث يصل معدل الوفيات الناجمة عن التصادمات على الطرق فيها إلى ضعف معدلها في البلدان مرتفعة الدخل". إلا أنني أحث على زيادة جرعات التوعية وأن تتوجه نحو اليافعين والمراهقين تحديدا، وأن تكون برامج مستمرة ومتطورة وتصل لهذه الفئة الشابة

 

فاطمة المزروعي

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم