صحيفة المثقف

نضال الحراس السوريين

محمد طلعت الجنديعلى صدى الواقع الثقافي السوري الحصين أن ذباب الجيف النتنة له طنين مميز ومعروف لا تخطؤه أذن واعية مبصرة للواقع الذي تعيشه، وما أكثر طنين ذباب الحرب السورية الذي أنتج فئة تعيش على تلويث قامات المثقفين السوريين النبلاء، وقد تعمل وتنجح في إسقاط  بعض المثقفين من مواقعهم ليتمكن الذباب من هذه المواقع. وهنا تكمن الكارثة التي خربت ضمير وعقل وروح السوري فصار يحمل سلاحا؛ ليقتل به الأرض السورية !

وفي زمن الحرب وواقعها الرزيل  تعيش مجموعة من اللصوص الأكثر قبحا وقيحا يتفنون في حط القيم الأخلاقية الكبرى ويقللون من شأن أصحابها. حاقدون على التفوق ونبل وشيم رجال وحراس (ن والقلم وما يسطرون). يكرهونهم بالفطرة !

هذه الفئة الضالة تعيش في مجتمعاتنا العربية، وتنمو بكثرة في أوقات الضعف والفساد، ولكي يكتمل نموهم فلابد لهم أن يقصوا الشجر المثمر من وادي الأوطان. ويكمن دورهم في تلطيخ سمعة أتقياء الحرف والقلم. يحاولون بكل حيلة وخبث نشر بذور التلوث في الوادي بهدف أن لا توجد أية قيم إلا أطماعهم، وفرض سمومهم وكلمتهم العاقر.

ناجحون هم في إزاحة كل جبل وهدم قمته؛ ليتقدموا هم بكل وسخهم الفكري ومسروقاتهم المتسولة وضعفهم في الإبداع والثقافة والفكر. متسلقون على أماكن غيرهم بخسة الضباع . هؤلاء على الساحة السورية قد نجحوا في غفلة من الوعي في إجبار قامة سورية ذات حيثية ثقافية ونقدية مبدعة لها وزنها في الشأن العام السوري أن يتقدم باستقالته من رئاسة اتحاد كتاب العرب، وبالطبع كما كل الحراس الأنقياء ترك لهم المنصب مترفعا. الدكتور نضال الصالح لا أعرفه شخصيا ولم ألتق به من قبل سوى لقاءات عابرة مع فكره وآرائه الثقافية  هنا وهناك سواء في مقالة أو بحثا له أو برنامج تليفزيوني، وما رأيت له ومنه من فكر مستقيم يتسم بمحبة الوطن الذي لا يقبل التقسيم ولا التطبيع. وهذا كفيل بالنسبة لعقلي أن يرفض كل الخرف والعبث الذي اتهم به الرجل.

إن الهجمة على الرجل لا تعكس إلا صورة الفترة القميئة التي تشغي بعقول فاسدة وعجول بشرية تستفيد من أزمات الأمم والشعوب كي تسمن هي من مناصب وثراء وشهرة . وجدت هذه الجماعة فرصتها في سورية لتضرب عنقها الطويل وعمقها الحضاري وسمعتها الثقافية في تلويث (الدكتور نضال الصالح) واحد من حراس سورية المخلصين.

حرب شرسة لم تهزم سورية ولا تفتت عزيمة حراسها، فالجميع التفت حول القيمة الوطنية لوحدة التراب السوري، ورفضوا تمثيل كلاب الظلام المسعورة ونهشهم في البيت السوري .  والآن بعد خيبتهم في سورية التفوا مرة أخرى لهدم حصونها الناعمة في الروح الثقافية. وأول ما فعلوا قاموا في التشكيك في أكبر صرح ثقافي. وهو اتحاد كتاب العرب بهدف تقويضه وفرض شخصية من نوعيتهم على رئاسته!

وهم بذلك لا يعنيهم إلا تلويث حراس الثقافة السورية الأصلاء  بعد فشلهم في تلويث القيادة السورية. الهدف الآن اغتيال حراس الحضارة والفكر والثقافة والإبداع والفن الحقيقي لقتل الصوت  والحرف والكلم السوري بدم الإشاعات والطائفية والتحزبات والتطبيع. الأمر ليس بسيطا في الإشاعات التي طالت رئيس اتحاد الكتاب العرب بصفته الشخصية والاعتبارية، بل له أبعاد أخرى مفادها النيل من قوة سورية الثقافية . تلك القوة التي صانت العمق السوري إبان الحرب والفتنة.

إن التمسك بشخص الدكتور نضال ورفض استقالته هو انتصار للقيم الثقافية ولدور اتحاد  الكتاب العرب المشرف الذي وقف مع سورية في حربها ضد  من يلوثونه اليوم.

ستنتهي ترهلات الإشاعات ولن تبقى إلا سيرة حراس (ن والقلم وما يسطرون) ناصعة . وما أكثر حراس سورية العظماء.

 

د. محمد طلعت الجندي

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم