صحيفة المثقف

هل بمقدور خالد علي مصطفى حقاً أن يموت؟

ليث الصندوق (شاختْ سُبُل الأرض بنا

 غرباءَ تُلاحقنا السكّينُ وراء السكّين

 لم نحمل من مُدن الذكرى

 غيرَ حقائبَ أثقلها الجُرحُ، وبعضُ حنين)

 خالد علي مصطفى - من مجموعته الشعرية (ألمعلقة الفلسطينية) ومن قصيدة (طفل الفدى)

 أنه الموت، الغائب الأكثر حضوراً، والمتوقع المؤكد، ومع ذلك فتوقعه لا يخفف من حدّة مرارته، فهو ليس كمن يطرق الباب فيؤذن له بالدخول، بل هو كمن يصرخ فجأة دون أن يستسمح السامع أن تُمزق الصرخة له طبلتا أذنيه، وتلك الفجاءة هي التي تُفجّر في حضوره ينابيع المرار، وأمرّ من المرار عندما تكون المفاجأة في الأعزّ من الأحبّة . بهذا الإحساس العصيّ على الإجتراع تلقيت نبأ وفاة الشاعر والناقد والأكاديمي الدكتور خالد علي مصطفى . وعلى الرغم من يقيني بأن هذا النمط من البشر ليس بمقدورهم أن يموتوا، إلا أنّ الحقيقة التي عليّ الإقرار بمرارتها، هي استحالة أن ألتقيه مرّة أخرى إلا في موعد مؤجل إلى أن يأذن الله .

لقد كان من حسن حظي، ومن حسن حظّ الكثيرين من زملائي في المجايلة أننا في بداياتنا سرنا في ظله الوارف، وتعلمنا منه الكثير . بل أنه ليُشرفني أن يكون الكثير من قصائد مجموعتي الشعرية الأولى (قصائد منقوعة بالدم – دار الرشيد للنشر – 1982) قد مرّ من بين يديه، ونُشر في الصفحات الثقافية التي كان يرأسها أو يعمل فيها، ولم يبخل لها بالنصح والتوجيه . بل أنه ليُشرفني أن يكون هو الخبير السري لمجموعتي الشعرية الثانية (مَن أضرم النار في الشجرة – دار الشؤون الثقافية العامة – 1998) وهذا ما عرفته منه مصادفة بعد زمن من صدور المجموعة، وتلك حكاية سآتي عليها لاحقاً . وعدا هذه، وتلك فكثيرٌ من قصائدي التي لم تُجمع في مجموعة شعرية قد نشرت بتوجيهه وإشرافه .

ولعل الشعراء الشبان الأربعة الذين كان لا يمرّ عليهم اسبوع واحد من عام 1979 وحتى منتصف العام التالي إلا ولهم لقاء أو أكثر معه هم صاحب هذه السطور، وقيس مجيد المولى، وإبراهيم زيدان، وعمار عبد الخالق . كنا نزوره في مقرّ عمله، فنُطلعه على نصوصنا، وعلى قراءاتنا، وعلى ملاحظاتنا لما يُنشر في الصحافة الثقافية، بل وحتى على خصوصياتنا أحياناً، وكان يُصغي لكلّ ما يُقال، ويُبدي رأيه بصراحة لا تخلو عند الضرورة من التقريع، وكنا نتقبل تقريعه ممتنين، ونُصوّب من إتجاه مسيرتنا الإبداعية تبعاً لذلك . وكان زميلاه الآخران في العمل المرحومان الروائيان والمترجمان عادل عبد الجبار، وغازي العبادي يشاركانه في الحوار والنصح، ولكنهما لا يتجاوزانهما إلى التقريع، فذلك حق للدكتور خالد لا يتجرأ أن يُنازعه عليه أحد، ولا يتقبله من سواه أحد . وبالرغم من تقريعه، وعدم تهاونه إلا أنه كان لا يبخل علينا جميعاً بربتة رضا، ونظرة تشجيع، بل وبكلمات إعجاب وثناء حين يجد أنّ كتاباتنا قد كبُرت ولم يعد يتسع لها القِماط . وكان أيضاً يسرنا بمشاريعه الثقافية، ويخصنا احياناً بقراءة قصائده الجديدة، ويسمح لنا ان نبدي رأينا فيها دون إكراه، وبمنتهى الحرية . وبينما تفرّغ زملاؤه شعراء الستينات لهمّين : همّ الغربة لمن غادر، وهمّ المسؤوليات الإدارية لمن في الداخل، ظلّ هو بين من يحتاجون إليه، لم يفارقهم، ولم يُفارقونه، وحتى بعدما تفرّغ للتدريس الجامعي، ظلّ مصراعا بابه وقلبه مفتوحين للطارقين . وكانت الحرب العراقية الإيرانية هي السبب في انقطاعي عنه، إذ تباعدت فترات زيارتي له، فقد التحقت بالجبهة، ومع ذلك كنت اتراسل معه باستمرار عبر البريد المضمون (المسجّل) لأعوّض عن فترات انقطاعي عنه، وهي فترات كانت تطول أحياناً لشهور حين تضيق فسحة الإجازة الدورية عن استيعاب كل التزامات الحياة الخاصة .

وبانتهاء عقد الحرب الثمانيني، ومجيء عقد حرب وحصار، هما معاً أشد ضراوة وإيلاماً، وما رافق ذلك من تعقّد وارتبالك في شؤون الحياة، وانسحاق الجميع تحت ضغط الجوع والقهر، لم يعد بإمكاني اللقاء بالرجل . واستمرّ انقطاعي عنه طيلة عقد التسعينات تقريباً باستثناء لقاءات عابرة لا تُفرغ ما في الروح من شُكاة وألم . ولكنّ لقاءً غير متوقع من تلك اللقاءات يمكن أن يُفلت من توصيف اللقاءات العابرة تمّ بيننا في مقرّ عملي بوزارة الثقافة والإعلام في يوم من أيام عام 1999 كشف لي خلاله الرجل سرّاً لم أكن أتوقعه . ففي عام 1997 دفعت إلى دار الشؤون الثقافية مجموعتي الشعرية (من أضرم النار في الشجرة) التي أشرت إليها سابقاً، وبعد شهور راجعتُ الدار لمعرفة رأي الخبير السري بشأنها، فأبلغتني مسؤولة النشر السيدة الطيبة الذكر نجلة محمد بأن موافقة الخبير قد حصلت، وسلمتني نسخة من تقريره بعد أن حذفت منها إسمه وتوقيعه جرياً على نهج الدار في إبقاء أمر الخبرة سرياً .

قرأت التقرير فإذا به يتجاوز مواصفات التقارير ليكون دراسة مفصّلة ومسهبة من عشر صفحات ذات القطع الكبير تتمتع بقدر عالٍ من الدقة والرصانة اللتين لم تسلم منهما حتى العثرات والأغلاط، وقد كنت، وما زلت لحدّ اليوم اعتز بما ورد في التقرير من إضاءات لا تصدر إلا من مصباح لا تخفى على أشعته خافية، كما أعتزّ بما ورد فيه من تنقيات لا يؤديها سوى غربال نزيه وأمين . لقد كان مما قاله الخبير السري في شاعر المجموعة (وأنا أقرأ الآن من نسختها المحفوظة لديّ): (صاحب هذا الديوان شاعر حقاً، بالرغم من كلّ العثرات الفنية التي تعتري قصائده، فهو يوقظ الطبقات الخفية من مشاعرنا التي ترهقها المعاناة اليومية، وذكريات الحرب، ومواجهة المستقبل، وهو في كلّ ذلك يضعنا دائماً على حافة سكين . أنه صريح، لا يُناور على عواطفنا وأفكارنا، ولا يدور، حتى أننا لنحسّ في كثير من الأحيان أنّ المرء منا خاضع لقدرية عمياء لا يستطيع منها فكاكاً) ثمّ يواصل القول (الشاعر هنا يقرأ نيابة عنا – كما يبدو – ما وراء الواقع، أو يتخذ من الواقع وسيلة ليعبر بها عما وراءه بهدوء وهمس مستفزين، ولذلك كثرت في قصائده الصور المفاجئة، الغريبة، ذات التأثير الحاد بسبب من مفارقاتها التي تؤدي إلى نوع من السخرية السوداء) ثمّ أردف يقول (قد يبدو من الظاهر أن القصائد توحي بنوع من (العدمية) بسبب من ضغط الحياة القاهر، واختلال القيم، وفقدان التوازن، لكنها في جوهرها تقوم على مواجهة اليأس بصور اليأس (على قاعدة : وداوني بالتي كانت هي الداء) معبراً بهذه الطريقة عن حقيقة (الوضع الإنساني) الذي نعيشه . لقد تحوّل هذا (الوضع) إلى صور غنائية تفيض حزناً، وبكاءً، بالرغم مما يعتري هذه الصور من سخرية مرّة كما ذكرت) . بعد ان قرأت هذا التقرير / الدراسة زاد إصراري على معرفة إسم الخبير، وحاولت جهدي في سبيل ذلك، لكنّ السيدة مسؤولة النشر تعللت بعدم إمكانها تجاوز ضوابط عمل دائرتها . بعد ذلك صدرت المجموعة الشعرية في عام 1998، ودفعتها للاشتراك في مسابقة جائزة الإبداع الكبرى، وهي يومئذ ارفع جائزة أدبية في العراق، ففازت بالجائزة الأولى . وعن هذه المجموعة كتب الراحل الكبير يوسف الصائغ في صفحته الأسبوعية بمجلة الف باء مقالاً كان مما ورد فيه (... آه يا ليث الصندوق، لكم تمنيت لو كنت أنا من كتب هذه القصائد) .

واعود إلى اللقاء غير المتوقع الذي أشرت إليه سابقاً، والذي جرى بيني، وبين الدكتور خالد في مقر عملي بوزارة الثقافة والإعلام في يوم ما من شتاء 1999 إن لم تخني الذاكرة . لقد جاء إلى الوزارة في شأن يخصه، ولما علم بوجودي فيها جاء يزورني، ويطلب مساعدتي . وبعد أن أدّيت ما عليّ له من واجب، جلس يفتح دفاتر الماضي، ويقرأ في إحدى صفحاتها ما خفيَ عني من مجموعتي الشعرية (من أضرم النار في الشجرة) فإذا به يُفاجئني أنه هو نفسه خبيرها السرّي . عندها لمت نفسي لأني أجهدتها من دون طائل في البحث عن إسم الخبير، وكان عليّ أن أخمّنه منذ أول قراءة للتقرير، فتلك الرصانة، وتلك الصراحة، وتلك الدقة في التسديد، والتي دونها دقة صياد خبير لا تصدر إلا منه .

ولا بأس أن أخفف من وطأة الفقدان بتذكر بعض المواقف الطريفة، فقد كان الشاعر إبراهيم زيدان من بيننا هو الأكثر قرباً للدكتور خالد، والأكثر تبسطاً معه، وكان يعبر عن مشاعر الودّ تجاهه بطريقته الخاصة، فكان كثيراً ما يتماحك معه متعمداً إثارة حفيظته في كلّ صغيرة وكبيرة، وكثيراً ما كان ينجح في مسعاه فينشب بينهما حوار ساخن لا يجرأ أحد من الحاضرين الدنوّ منه مخافة أن يُلسع بطشيش من شرره . وكان الهدف من الحرائق التي يضرمها إبراهيم ويسكب عليها المزيد من الزيت هو إيصال الدكتور خالد إلى مرحلة الغضب، فلغضبته دروس يسعى لها الخُلّص من طلابه ومريديه، أنها تُخرج من أعماقه صوته الجَهوَريّ الحاد، ومواعظ خطبه التي دونها خطب سحبان وائل، وآراءه الصريحة الجارحة التي لا تعرف المناورة ولا المهادنة، وتقويماته البليغة والصائبة .

وكان رحمة الله عليه يحدب على إبراهيم، ويخصّه بالرغم من كلّ العناد والملاسنة بودّ يُحسد عليه، ويتعامل معه معاملة الأخ الكبير، فلم يكن ليقطع حبل الودّ بعد كلّ خصومة، بل كان هو الذي يبادر فيوصل ما أوشك أن ينقطع، مدركاً بحسه الإنساني العالي أنّ تلك الموجة العاتية لا تضمر مهما عتت أية نية سوء، بل هي تنطوي على روح نقيّة تنشد الودّ والأخلاص . وأذكر أنه في ذات مرّة ملّ الدكتور خالد من تأدية دور كاسر الأمواج، وقرر أن يباغت الولد المشاكس متحولاً إلى موجة ضاربة . كان ذلك في يوم من أيام عام 1983 وكان إبراهيم قد أصدر مجموعته الشعرية الجميلة الأولى (باتجاه الندى باتجاه القمر) عن دار الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام . وكان الدكتور خالد هو خبيرها، أي أنه هو الذي أوصى بنشرها، وكان إبراهيم قد علم مسبقاً بتلك المعلومة السرية، لذلك كانت التوصية تعدل - بالنسبة له - ثقلها ذهباً، فهي تعني الإقرار بكفاءته الشعرية من لدن شاعر وناقد كبير . لكنه فوجيء، وفوجئنا – نحن أصدقاءه – معه أن الدكتور خالد ينشر – بعد صدور المجموعة - مقالاً نقدياً لاذعاً عنها في الصفحة الثقافية من جريدة الثورة، وتلك كانت مفارقة عصيّة على فهم الأصدقاء الذين لم يتعرفوا على خفايا الصراع بين الطرفين، فالخبير لم يكن ملزماً بالموافقة على المجموعة إذا لم يكن راضياً عنها، وبالتالي هو غير مضطر للتهجم عليها بعد صدورها . أما بالنسبة لمن يعرفون خفايا جوّ الصراع من الأصدقاء، فبالرغم من أنّ المقالة قد وضعتهم – كما يُقال - في حَيصَ بَيصَ، إلا أنهم فسروا الأمر بأنّ الفرصة قد واتت الملاكم الصابر حتى واتته الفرصة، فعاجل غريمه بالضربة القاضية . ومع ذلك لم ينته التحدّي، إذ سرعان ما استردّ الملاكم الخاسر وعيه، وعاد من جديد يتطلع إلى مباراة أخرى على لقب العناد والمجاسرة . وأذكر أني بعد تلك الحادثة حاولت الدخول على خطّ الخصومة متحدياً ترددي، ومستعداً لتحمل اللكمات الطائشة، فكتبت مقالة أردّ فيها على الدكتور خالد وصفت فيها ما كتبه بالتجميش في الخاصرة . وبعد ظهور مقالتي إلتقيت بالدكتور خالد في موقع عمله بالجريدة، وكنا لوحدنا، من دون وجود إبراهيم الذي قلما كنت ألتقي في غيابه بالدكتور خالد، فقد حرصتُ أن يتغيب إبراهيم عن هذا اللقاء لآستجلي رأي الدكتور خالد صراحة في كتابات إبراهيم، وبمجموعته الشعرية، فقال لي : لا تُحمّل الأمر أكثر مما يحتمل، أني أحبّ إبراهيم، وأريد لمسيرته الإبداعية أن تمضي من دونما عثرات، قالها وهو يخفف من الجدّ بابتسامة .

في عام 2015 صدر كتاب الدكتور خالد علي مصطفى الأخير (شعراء البيان الشعري) من دون أن يسبق اللقب العلمي أسمه على الغلاف الأول، تاركاً اللقب للصفحة الأولى، وتلك واحدة من علامات تواضعه رحمه الله . وفي الإشارة التي سبقت مقدمة الكتاب أو كما أسماها (التمهيد) وعد أن يعقب كتابه هذا بآخر عن شعراء الستينات ممن هم خارج البيان الشعري الذين كان لهم أثر في الشعر العراقي والعربي الحديثين، واختزل المشهد الستيني خارج البيان بثمانية شعراء فقط ذكرهم بأسمائهم . بل أنه أبقى كتابه عن شعراء البيان – بالرغم من صدوره – دون أن يتممه بخلاصة، إلا بعد أن يُنهي كتابه الثاني الموعود . والغريب أنه لم يأتِ على ذكر الكتاب الموعود في نهاية كتابه عن شعراء البيان، وضمن قائمة مؤلفاته، أو ضمن القادم منها التي ذكر منها كتابين لم يكن ثالثهما الكتاب الموعود، وأحسب أن وعد الموت كان أسبق للرجل من وعد الكتاب . ولكن ما يستلفت الانتباه في كتابه هذا عن شعراء البيان هو هاجس الموت الذي كشف عنه في أكثر من موضع في التمهيد، فهو يفتتحه بسؤال يوجهه إلى نفسه (ما الذي يدعوني، الآن، إلى أن أدلي بشهادتي حول شعراء جيلي – لهم أو عليهم – في هذا الوقت المتأخر، الذي أخذت فيه الخطى تزحف وئيدة، أو حثيثة إلى حافة المقطع الأخير من الزمن المكتوب) وإن كان هاجس الموت قد ارتبط هنا بزمن لا يُجهل كاتبه جلّ في علاه . إلا أن هاجس الموت في موضع آخر تحتكم به إرادة بشرية لا علاقة لها بالزمن ولا بالخالق، إرادة تختزل جهاد العمر كله في رصاصة (كيف يتسنى لك أن تخطّ سطراً، أو بعض سطر، محتفظاً بتوازنك، مطمئناً على وضعك، وأنت تدري بما لا يدع مجالاً للشكّ، أن طلقة عشوائية، أو مقصودة، لن يكون بميسورك أن تسمع لها أزيزاً حين تخترق جمجمتك، أو قلبك، وتنقلك من فضاء الوعي بالوجود، إلى فضاء اللاوعي بالعدم ؟) . وإن كان الموت في أي حال من الحالين، سواء في الزمن المكتوب أم بالرصاصة سيؤدي إلى نتيجة واحدة متمثلة بإيقاف مشاريع الحياة، إلا أن الموت في موضع آخر – وتلك مفارقة – يؤدي دوراً معاكساً، إذ يصبح أحد أهم المحفزات لإتمام المشاريع المؤجلة، وبتلك المفارقة يتعلل الدكتور خالد لقرائه بإتمام وعده في إكمال مشاريعه الكتابية (أما إذا ضاق الحبل حول الرقبة، فسرعان ما تجد اليد سبيلها إلى القلم والورق فتنجز المطلوب بأسرع ما يمكن، مصحوباً بإحساس خاص أن ثمة من يقف على رأسك، يهيب بك أن تنجز ما أنت بسبيله، وفي يده منخاس، ينخس به ظهرك كيلا يتأخر بك عملك) أليست هذه القراءة للموت كحافز هي أرقى القراءات، وأندرها، بعد أن تبنى كلّ القراء على وجه الأرض قراءة عبيد بن الأبرص وهو مهدد بالموت بين يدي النعمان بن ماء السماء، حين قال مقالته الشهيرة (حال الجريض دون القريض) ؟

 

ليث الصندوق

 

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم