صحيفة المثقف

الأسبوع الثقافي في جامعة الكوفة والهوية الوطنية

رائد عبيسحققت فكرة الاسبوع الثقافي في جامعة الكوفة بكل نسخها العشرة، تجربة ثقافية وعلمية وإدارية ناجحة، وهذا النجاح لا يمثله التقييم الذاتي لمن خاض تجربة فردية في نشاطاته، بل مثل إنعطافة كبيرة في توجيه الجهد الجامعي للأساتذة والطلبة والإدارة ليكون تقييم جماعي لهذا النشاط الكبير تختزله كلمة النجاح بكل معانيها.

تركت النسخ من الاسبوع الثقافي التي كان فيها تنوع في مشاركات بقية الجامعات العراقية اثر مختلف، تمثل بتعزيز أبعاد كثيرة تنتهي كلها إلى تعزيز البعد الأهم والأكبر الا وهو الهوية الوطنية، مشاركة الجامعات العراقية ولاسيما الشمالية والجنوبية التي فيها تنوع طائفي وعرقي وحتى ثقافي خلف انطباع جديد لمعنى المشاركة والاحساس بالوطن والوطنية، اذ نجد أن مشاعر الوطنية تستيقظ من جديد، في نفوس كل من يشاهد فعاليات الاختلاط بين طلبة الجامعات العراقية الأخرى ونشاطاتهم التي تحيي ذلك الاحساس بطرق مختلفة، مرة بسماع النشيط الوطني معا ، أو التفاعل مع مسرحية تحمل الهم الوطني المشترك، أو انشودة تتغنى بحب العراق، أو بلوحات فنية ومنحوتات ورسومات تظهر البعد الحضاري والهوياتي في مشاعر المشاركين والحاضرين. وهذا ما شاهدناه في دموع الحاضرين وانفتاحهم النفسي والثقافي على فكرة التفاعل عبر برامج الاسبوع الثقافي وفقراته المتنوعة التي أظهرت مواهب طلابية كبيرة وطاقات شبابية مفرحة، في أكثر من مجال أبرزها المسرح والرسم والأناشيد الجماعية والقصائد الشعرية والتلاوة القرآنية والمنحوتات وغيرها من الأعمال اليدوية، ففكرة وبرامج الأسبوع الثقافي نفست عن هذه الطاقات الخلاقة ، وأتاحت فرص صنع الحياة بروح الشباب ، وفتحت باب الأمل للتعبير عن الذات ، بالموهبة واكتشافها، أو بالثقافة المحلية و الفرعية التي يمتلكها الطلبة المشاركون ونقلها إلى بيئة جامعية ومجتمعية جديدة، أظهرت عند هؤلاء الطلبة روح السلام الوطني ،ورغبة التعايش السلمي، والانفتاح على الآخر المختلف عنا بيئياَ أو ثقافياً أو دينياَ أو حتى لغوياَ. هذا الانطباع وفره اسبوع من النشاطات والفعاليات والتواصل بين أبناء البلد الواحد، ليعبروا عن هويتهم الوطنية بروح جماعية. فليكن الأسبوع الثقافي في جامعة الكوفة أسبوعاَ وطنياَ و إن تحذوا جامعاتنا العراقية خطواته.

 

الدكتور رائد عبيس

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم