صحيفة المثقف

الخلود عذاب صارم!

رحيم زاير الغانم- طال عمرك يا عم!

- طال كثيرا يا بن اخي!

مع انّي لستُ شغوفا بالحياة

الى هذا الحدِّ

ولست شغوفا بخلو ساحتي

من رفاق الامس

*

- طال عمرك يا عم!

- مع اني لست بارَّا بأحد

فلا قيمة للوصل عندي،

أنا الدائب على قطيعة الأرحام

أنا الماكر

قليل الوصل حتى بأكثر امرأة قربا

فلم يضرنيّ اعلان

عنوستنا مبكرا

حتى بعدما تدحرج من تحتها

مزمار بثَّ نغمةً، أجهل للآن سرَّ طيبها

*

- طال عمرك يا عم!

- نعم، يا بن أخي،

حتى بعدما قَطَعْتُ كلَّ سبلَ نجاتي

ولو بشقِّ كلمة تشبه الصدقة،

*

ولمَّا صرتُ قاسيا هكذا كحجر الصوان،

مُدَّ لي حبلُ العمر

الى حد الضجر

*

- طال عمرك يا عم!

-  وكثيرا ما فكرتُ

بأنَّي لن أمضيَ بعيدا

لفرط قطيعتي

فلا موت يطرق الأبواب

ولا بارقة اغتيال

بقادم ينفض غباري المتراكم

علَّهُ يصلح ما فَسُدَ

من رتابة تمادي العمر

*

يا بنَ اخي،

المواجهة ما عادت متكافئة

فأنا الآدمي الوحيد

الذي لم يُدوَّنْ

بقائمة طويلي المكوث

على قارعة الحياة

الأنسي الوحيد

الذي يعاني البقاء!

الوحيد، الوحيد الذي ناكفه الجميع

حتى كأس الخلاص اذ لم يعاقره بسكرة

فأنا لست راغبا بعد كل هذا الا بسكرة واحدة

تُرضي هواجسي

أو تدفعني الى الندم على عنوسة مبكرة

ليلتهمني عن رضا هذه المرة،

كأسُ الحياة، شديد القرف!

*

- ما السبيل يا بن اخي ؟

ما السبيل لسكة ذهابٍ لا تذكرة اياب لها؟

ما السبيل لشفاعة ظلال شاهدة؟

دُلني، رجاءً

الخلود هنا عذاب صارم!!

***

رحيم زاير الغانم

 

في المثقف اليوم

في نصوص اليوم